ثم دخلت سنة تسع وثلاثمائة وألف : وفيها خرج إبراهيم بن مهنا من الكويت ومن معه من أهل بريدة ، وقدموا على الإمام عبد الرحمن بن فيصل ، وهو إذ ذاك مع بادية العجمان ، واجتمع عند الإمام جنود كثيرة فتوجه بهم إلى بلد الدلم ، وكان في قصرها عدة رجال من جهة ابن رشيد.
فلما وصل الإمام عبد الرحمن بن فيصل البلد فتح له أهل البلد الأبواب ، واستبشروا بقدومه فدخل بمن معه من الجنود البلد ، وحصروا من في القصر من أتباع ابن رشيد أياما ، ثم أخرجوهم بأمان وأقام الإمام هناك عدة أيام ، ثم ارتحل من الدلم ، وتوجه إلى بلد الرياض وأميرها إذ ذاك أخوه محمد بن فيصل من جهة ابن رشيد فدخل الإمام عبد الرحمن البلد بغير قتال.
وكان ابن رشيد حين بلغه خروج إبراهيم ابن مهنا من الكويت ومعه أهل القصيم واجتماعهم بالإمام عبد الرحمن ، ومسيرهم إلى الخرج خرج من حائل بجنوده من الحاضرة والبادية ، وقدم بلد القصيم ، وأمرهم بالغزو ، وأرسل إلى سدير والوشم وأمرهم أن يجهزوا غزوهم وواعدهم بلد ثرمدا ثم سار من القصيم بغزوهم وقصد بلد ثرمدا ، وكان الإمام عبد الرحمن بن فيصل قد خرج من الرياض بمن معه من الجنود إلى بلد حريملاء ، ونزل عليها وبلغ ابن رشيد وهو على ثرمداء وصول الإمام عبد الرحمن إلى بلد حرميلاء ، فارتحل من ثرمداء ، وتوجه إلى حريملاء لقتال الإمام عبد الرحمن ومن معه من الجنود.
ولم يعلم الإمام عبد الرحمن بمسير ابن رشيد إليهم ، فوصل ابن رشيد إليهم وهم على غير تعبئة ، والإمام ، وبعض القوم في البلد ،