أن توفي سنة ١٣٢٠ ه ، كما سيأتي إن شاء الله تعالى. وقتل من أتباع ابن رشيد خلائق كثيرة ، واحتوى ابن رشيد على بلدان القصيم ونزل بلد بريدة ، وولي إمارة عنيزة عبد الله آل يحيى الصالح ، وكانت وقعة المليدي المذكورة في ثالث عشر من جمادى الآخرة من السنة المذكورة.
وكان الإمام عبد الرحمن بن فيصل لما بلغه وصول ابن رشيد إلى القصيم ، فجمع جنوده من الحاضرة والبادية ، واجتمع عليه جنود كثيرة ، وتوجه بهم لنصرة أهل القصيم ، فلما وصل إلى الخفس بلغه خبر الوقعة واستيلاء ابن رشيد على القصيم ، فأقام مع بادية العجمان وكان إبراهيم آل مهنا الصالح قد انحدر إلى الكويت بقافلة كثيرة لأهل بريدة قبل خروج ابن رشيد من حائل لمحاربة أهل القصيم ، فلما بلغهم مسير ابن رشيد إلى القصيم خرجوا من الكويت ، وعند خروجهم منها وصل إليهم من حسن آل مهنا يستحثهم على القدوم عليه ، فساروا متوجهين إلى القصيم. ولما وصلوا إلى التبيراء جاءهم خبر الوقعة واستيلاء ابن رشيد على بلدان القصيم ، فرجعوا إلى الكويت.
وقبل الوقعة المذكورة بستة أيام توفي الشيخ محمد بن عمر بن عبد العزيز بن عبد الله بن حمد بن صالح بن سليم آل عمر ابن سليم في بلد بريدة ، وذلك في سابع جمادى الآخرة من السنة المذكورة رحمهالله تعالى ، وعمره ثلاث وستون سنة ، كان إماما عالما عابدا ناسكا ورعا ، جلس للتدريس في بلد بريدة وقرأ عليه جماعة كثيرة ، وانتفع الناس بعلمه ، وكان محبا لطلبة العلم محسنا إليهم ، وفضائله كثيرة رحمهالله تعالى ، ثم إن ابن رشيد ارتحل من بريدة ، ورجع إلى حائل ، وجعل حمود آل زيد أميرا في بريدة ومعه عدة رجال من أهل الجبل.