واختلاف : ذلك أن ابن رشيد في هذه السنة أرسل عماله إلى الشواوي القصيم ليزكوهم وكان عامل حسن إذ ذاك عندهم لقبض زكاتهم فحصل بين عمال ابن رشيد وبين عمال حسن كلام فاحش وسباب فرجع عمال ابن رشيد عنهم ، واستحكمت العداوة بين ابن رشيد وحسن ، ثم اتفقوا على إنهم يراجعون ابن رشيد في ذلك فراجعوه في ذلك الأمر. وجاء منه الخبر بأني ما أمرتهم بقبض زكاة الشواوي ، وإنما قيل لنا : إن هناك قبائل من عربان مطير فأرسلتهم لهم ، وكتب إلى عماله بألا يتعرضوا للشواوي بشيء.
وبذلك وقعت الوحشة بين ابن رشيد ، وابن مهنا ، وكان حسن المذكور قبل ذلك بينه وبين زامل بن عبد الله بن سليم أمير بلد عنيزة عداوة شديدة فالتفت حسن إليه وأخذ يكاتبه ويطلب منه المصالحة. وأن يكون يدا واحدة على محاربة ابن رشيد. فأجابه زامل إلى ذلك ، وتواعدا للاجتماع في موضع من الغميس. فركب زامل ومعه عدة رجال من خدمة وركب حسن ، بمثل ذلك واجتمعوا في الموضع المذكور وتعاهدوا على التعاون والتناصر ، وأن لا يخذل بعضهم بعضا. وأقاموا هناك ثلاثة أيام ثم رجع كل منهم إلى بلاده وصلحت حالهم وكان ابن رشيد حين استولى على الرياض قد جعل فيه محمد بن فيصل أميرا ، وجعل سالم بن سبهان ومعه عدة رجال من أهل الجبل في قصر الرياض ، وصار سالم المذكور هو المتصرف فيها بأوامر ابن رشيد.
ولمّا كان في الحادي عشر من شهر ذي الحجة من هذه السنة جاء الخبر إلى الإمام عبد الرحمن بن فيصل بأن ابن سبهان المذكور يريد الغدر به ، والقبض عليه. فلما تحقق الإمام عبد الرحمن بن فيصل من ذلك