المحسن المدلج ، وعبدهم عبد الله الجالسي قد أقبلوا من حائل يريدون عنيزة مع جماعة من أهل عنيزة منهم القرعاوي ، وعبد الله بن غانم ، فأرسل حسن المهنا الصالح أبا الخيل بن عمه صالح العلي أبا الخيل ، وجماعة من خدامه في طلبهم فوجدوهم في القرينة فقتلوهم. فلما وصلوا أهل عنيزة بلدهم قام عليهم الأمير زامل العبد الله السليم فسوّد وجوههم ، وحلق لحاهم لكونهم لم يمنعوا رفقائهم فإنهم لو قاموا معهم لكان لهم منعة.
ثم دخلت السنة الخامسة والتسعون بعد المائتين والألف : وفيها وقع الحرب بين أهل شقراء ، وبين محسن بن مرزوق الهضيل شيخ الدعاجين من عتيبة ، يريدان أن يجعل له معلومات على حاج الوشم ، فامتنع أهل شقراء من ذلك وحصل بينه وبينهم حروب شديدة ، ووقعات عديدة ، وفي كل منها تكون الغلبة لأهل شقراء.
ثم إن حاج أهل شقراء في هذه السنة حصروهم والهيضل عند الشريف حسين بن محمد بن عبد المعين بن عون بعد انقضاء الحج ، وأمير الحاج إذ ذاك حمد بن عبد العزيز بن حمد بن عيسى وتشاكوا عنده ، وجاء أهل شقراء بشهود من عتيبة بأن الهضيل ليس له حق على أهل الوشم ، وانقطع النزاع بينهم وخمدت الفتنة. وكتب الهيضل لأهل شقراء ورقة على أن ليس له عليهم شيء من الدعاوى لا كثير ، ولا قليل ، ولا له على أهل شقراء إخاوة ولا رفقة ، ومضمون هذه الورقة من مرزوق الهيضل وابنه محسن إلى من يراه من كبار عتيبة : سلام عليكم ، وبعد ، خلصت أنا وأهل شقراء وليس لي عليهم من الدعاوى لا كثير ، ولا قليل ، ولا شيء أبدا ، ولا لي على شقراء إخاوة ، ولا لي على حاجهم رفقة ولا حق وهم مطلقون