الديانة والصيانة والنزاهة والعفاف ، وحفظ القرآن في صغره وطلب العلم فقرأ على الشيخ العالم الورع الزاهد عبد العزيز بن عبد الله الحصيني الناصري التميمي وجد واجتهد. ولما انتقل العالم العلامة القدوة الفهامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين العائذي من روضة سدير ، وسكن بلد شقرا لازمه ملازمة تامة ، وتزوج ابنته وصار لا يفارقه إلّا وقت النوم ، فقرأ عليه كتبا عديدة في التفسير ، والحديث ، والفقه وأصوله ، وأصول الدين ، والنحو فمهر في ذلك كله.
ولما تولى الشيخ عبد الله أبا بطين المذكور قضاء بلد عنيزة ارتحل إليها بأهله ، وأولاده ، وارتحل معه الشيخ محمد بن عبد الله بن مانع المذكور من شقراء بأهله ، وأولاده ، ونزل بها وأحبه أهلها وأكرموه إكراما لم يعهد لغيره من الغرباء لحسن أخلاقه وملاطفته ، وتحببه إلى الخاص والعام. وكان ذكيا أديبا فاضلا مكرما للغرباء خصوصا طلبة العلم منهم.
وكان حسن الخط مضبوطه كثير التصحيح والتحرير والضبط والتهميش غالب مقروءاته مهمشة بخطه ، محررة بضبطه ، وأخذ عنه جماعة من الفضلاء ، ولم يزل على كماله واستقامة حالة إلى أن توفي في التاريخ المذكور رحمهالله تعالى. ورثاه تلميذه الشاب الذكي النجيب ، والفاضل الزاكي الأريب. الشيخ صالح بن عبد الله بن بسام بهذه المرثية ، وهي من بحر الطويل :
أيا قلب دع تذكار سعدى فما يجدي |
|
وأيام أنس سالفات بذي الرند |
فليس بذي الدنيا مقام ترومه |
|
ولكنها كالحلم تمضي على العبد |
ومما شجاني أن قضى حتف أنفه |
|
محمد المحمود في العلم والزهد |
عنيت به الحبر الجليل ابن مانع |
|
ومن هو في دنياه عاش على الحمد |