العسكر الذين عند أبواب بلد الهفوف فقتلوهم ، ثم حصروا على العسكر الذين في خزام القصر المعروف خارج البلد ونصبوا عليه السلالم ، وأخذوه عنوة ، وقتلوا جميع من فيه من العسكر ، وتحصن أهل الكوت فيه هم ومن عندهم من عسكر الترك الذين في كوت إبراهيم ، وفي كوت الحصار. فحاصرهم الإمام عبد الرحمن بن فيصل ومن معه من أهل الأحساء ومن العجمان وآل مرة. واشتد الحصار عليهم ، وقتل في هذه الوقعة رشيد بن عبد العزيز الباهلي رحمهالله تعالى ، وقد رثاه الأديب الأريب صاحبنا المكرم ، وصديقنا المقدم أخوه عبد المحسن بن عبد العزيز الباهلي بقصيدة طويلة مطلعها :
خليلي هبا فالوطا مله جنبي |
|
وأرقني بعد الأحبة عن صوبي |
ويقول فيها :
وأقسم لو خيرت أفدي حياته |
|
بروحي بذلت النفس بالطوع عن حبي |
ولكنها الأقدار تجري على القضا |
|
بميزان قسط لا تجيء على الحسب |
إلى أن قال :
وبوء رشيدا وهو يا ربّ كاسمه |
|
رشيد بما يأتي ولم يدن من عيب |
وكانوا قد أرسلوا إلى باشا البصرة وباشا بغداد يطلبون البصرة فأمر باشا بغداد ناصر بن راشد بن ثامر بن سعدون رئيس المنتفق أن يسير إلى الأحساء ، وعقد له إمارة الأحساء والقطيف ، وجهز معه عساكر كثيرة من بغداد ، واستنفر ناصر بن راشد رعاياه من المنتفق وغيرهم من بادية