الفتن والمحن في هذه السنة وما بعدها إلى عدة سنين ، فلا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
ثم دخلت السنة التاسعة والثمانون بعد المائتين والألف : وفيها اشتد الغلاء والقحط في نجد ، وأكل الناس الميتة وجيف الحمير ، وعظم الأمر ومات خلائق كثيرة جوعا ، وصار كثير من الناس يأكلون الجلود البالية بعد حرقها بالنار ويدقون العظام ويأكلون الرطبة ، وهو القت بلسان العامة ، ويأكلون ورق الزرع ، فأثر ذلك في وجوه الناس وأرجلهم نفخا وأوراما ، ثم يموتون بعد ذلك واستمر الغلاء والقحط إلى آخر السنة التي بعدها.
وفي هذه السنة في المحرم حصل وقعة بين حاج أهل شقراء وبين ناصر بن عمر بن قرملة ومن معه من قحطان قتل فيها من أهل شقرا عبد الله بن عبيد. وفيها في ربيع الأول حصل وقعة بين أهل شقرا وبين أهل بلد وثيثية. وسبب ذلك أن عيال محمد بن عبد الكريم البواردي جاءوا بأمتعة لهم من شقرا يريدون بلد وثيثية ، وهم إذ ذاك ساكنون فيها.
فلما وصلوا إلى البلد صادفهم ركب من السهول خارجين من البلد فأخذوهم خارج البلد فدخل أولاد محمد البورادي البلد فوجدوا فيه رجلا من الركب فأمسكوه وربطوه في المال الذي أخذه لهم أصحابه ، فقام بعض أهل البلد يريدون إطلاقه وقد كثر الكلام ، فسار أحد عيال محمد البواردي إلى شقرا ، وجاء بعده رجال منها ليسيروا بالرجل المذكور إلى شقرا إلى أن يأتي المال الذي أخذه لهم أصحابه ، فمنعهم أهل البلد من المسير به ، وحصل بين أهل شقرا وبين أهل وثيثية وقعة في وسط البلد قتل فيها من