السعدون بالرجوع لأهليهم وولاهم على المنتفق. وعزل عقيل بن حمد بن نامر السعدون عن الولاية فلما وصلوا إلى أهليهم اجتمع إليهم جنود كثيرة من المنتفق ومن شمر والظفير وغيرهم ، فالتقى الفريقان بالقرب من سوق الشيوخ ، وصارت الهزيمة على عقيل ومن معه ، وقتل عقيل في هذه الوقعة هو وعدة رجال من أصحابه ، واستقل ماجد بن حمود بالولاية ، فلم يلبث إلّا مدة قليلة مات بالطاعون في آخر هذه السنة ، فنهض عيسى بن محمد بن ثامر السعدون أخو عقيل لحرب عيال حمود بن ثامر. وكتب لعلي باشا يطلب منه التقرير على ولاية المنتفق ، فجاءه التقرير من علي باشا فاستقل بولاية المنتفق.
وفي سنة ١٢٤٨ ه : وقع وباء الطاعون العظيم الذي لم يعرف مثله في جميع بلدان المجد من سوق الشيوخ إلى البصرة إلى الزبير إلى الكويت ، مات منه خلائق لا يحصيها إلّا الله تعالى حتى إن أكثر البيوت خلت ولم يبق فيها أحد ، وبعض البلدان لم يبق فيها أحد ، وبلد الزبير لم يبق فيه إلّا أربعة رجال أو خمسة ، فسبحان القادر على كل شيء. وفي شهر ربيع الأول جاء مشاري بن عبد الرحمن بعدما ذهب في السنة التي قبلها خارجا عن طاعة الإمام تركي فذهب إلى القصيم ولم يدرك شيئا ، ثم ذهب إلى البادية فأقام معهم مدة ثم ذهب إلى مكة ولم يدرك شيئا مما أراده ، ثم عاد إلى تركي فقبله وعفا عنه.
وفيها حج أهل نجد ولم يحج أهل الشام ، وكبير حاج نجد فهد الصبيحي ، فلما وصلوا إلى الخرمة بعد خروجهم من مكة هجموا عليهم سبيع ، وقتلوا أمير الحاج وناسا غيره ، ثم أعطاهم الحاج ما أرادوا وانصرفوا. وفي ليلة الثلاثاء تاسع عشر جمادى الثاني رمى بالنجوم من