أغلبهم ، ونصرهم الله وكسرة عظيمة ، وقتلوا من العسكر من البادية ناس كثير ، وغنموا من الخيل ، والإبل ، والمتاع ما لا يحصى وأمير الظفير الشايوس ولد عفنان ، وأمير عنزة الدريعي بن شعلان ، ونايف ، وكاتبوا آل ظفير وعنزة ، والأمير سعود بعد الوقعة ، وطاحوا على الإسلام ، وظهروا إلى نجد.
وفي هذه السنة ـ أعني سنة أربع وعشرين ـ نشأ سحاب ، أرعد ، وأبرق ، وأمطر وسالت منه نواح ، وشعاب كثيرة ، وبلدان منها حكر العين المعروفة في بلد العيينة امتلأ بسيل عظيم ما عليه مزيد فاض ، ووصل فيضه الجبلية ، وكل ما يليه من الشعاب وبعض سدوس وبعض نخيل حريملاء سال والصفرة ، عم السيل جميع نخيلها ، سيل غزير عم جميع النخيل ، وغرقت البلدان حتى إن بعضهم انتفعوا على الحلل ، والمنازل من الخراب ، والغرق ، وكذلك بلدان الأفلاح ، وسال من البير أكثر من نصفها وجرى عبيثران ، وسال الحريق ، والحوطة ، والخرج ، ووقوع هذا السيل لاستهلال شهر جمادى الثاني وقت ظهور الهقعة التي تسمى الجوزا مع الفجر ، التي نوبها المرزم في حساب أهل الحرث ، وذلك في آخر شهر حزيران الرومي ، أو في أول تموز ، وهذا لم يعهد في هذه الناحية منذ زمان ، فسبحان المتصرف ، وهو وقت دخول الشمس السرطان. وتزايد الرخص في أسعار الطعام ، فلما صرم النخيل رجع سعر التمر في العارض على ثلاثين وزنة الريال ، ثم بعد ذلك في القصيم على أربعين وأزيد ، والحب فيه على خمسة عشر في العارض ونواحيه على ثمانية أصوع وتسعة ، وعشرة.
وفي هذه السنة حدث من حمود بن محمد أبو مسمار الخيراتي