ودخلت السنة الرابعة والأمر على ذلك من الغلاء ، والمرض ، ومات فيها أو في التي قبلها من سواد الناس مئتين. وفيها ـ أعني سنة ثلاث وعشرين ـ توفي عبد الله بن ناصر بن عبد الله في شهر صفر أول السنة ، وصار ابنه ناصر في كفالة كاتبه ينفق عليه بنية الرجوع عليه في ماله ، وذلك من وقت وفاة أبيه وبعده في جمادى مات حمد بن حسين بن عثمان العميم. وفي ذي القعدة مات فراج بن جمادى ، مات بن حسين بن عثمان العميم. وفي القعدة مات فراج بن ناصر بن عثمان ، ومات محمد بن سلطان قاضي الحساء العوسجي بعد عيد النحر ، وقبله مات عبد العزيز بن ساري ، وفيها كسفت الشمس في آخر شهر رمضان آخر النهار.
وفي سنة ١٢٢٤ ه : اشتد الوباء ، والمرض خصوصا في بلد الدرعية حرسها الله فمكث على شدته إلى شهر جمادى ، ومات في الدرعية خلق كثير من الغرباء ، والسكان ، حتى : إنه أتى عليهم أيام يموت في اليوم الواحد ثلاثون وأربعون نفسا ، ومات فيه من الأعيان القاضي حسين بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في شهر ربيع الثاني وسعد بن عبد الله بن عبد العزيز ، وأربعة من المعامرة ، وعلي بن موسى بن سليم ، وغيرهم.
وفيها مات فوزان ولد فراج ، وبقي الغلاء على حاله حتى حصد الزرع ، وحصلت ثمرة الحب ، فوقع اللين في السعر ورجع الأردب في المدينة النبوية بثمانية ريالات ، ورجع البر في الدرعية وما حولها من البلدان على سبعة أصوع بالريال.
وفيها جرى وقعة بين الظفير هم وعنزة ، واقعوهم شمر ، وبادية العراق ، ومعهم عسكر باشا بغداد سليمان ، ونوخوا الظفير ، وعنزه مدة أيام ، وضيّقوا عليهم ، وبعدما أيقنوا بالكسر والأخذ تشجعوا وباعوا