وجابر بن جبارة وأتباعه ، وأقبل علي المدينة حاج الشام أميرهم عبد الله العظم ، وصيدوة ، ورجع إلى الشام ما حج. وبعد هذا اجتمعوا بسعود وقضى سعود والمسلمون حجهم وقفلوا على المدينة ورتب جميع أمورها وضبطها أتم ضبطه ، وأجلا عنبر باشا الحرم والقاضي ، وكل من يحاذر منه سفر جميع من في مكة من الأتراك ، وعسكر الدولة ، واجتمع بغالب الشريف مرات على حال حسنه. وفيها كسفت الشمس آخر شهر رمضان منها.
وفي سنة ١٢٢٣ ه : عزل سلطان بني عثمان سليم بن أحمد وتولّى ابن أخيه مصطفى ابن عبد الحميد لتسع بقين من جمادى ، فلما كان أثناء السنة الثالثة والعشرين جمع طائفة من رؤساء الدولة على رد سليم في السلطنة ، وعزل مصطفى فأشار على يوسف باشا ، وممن معه من شيعة سليم فعزلوه ، وولوا أخاه محمود بن عبد الحميد على صغر سنّه.
وفيها ولّى السلطان سليم قبل عزله يوسف القنج في الشام ، والحج ، وعزل عبد الله العظيم.
وفي ـ أعني سنة ١٢٢٣ ـ قتل باشا بغداد علي باشا كيخا سليمان الباشا ، قتله بعد ما استقر في الملك ، ودانت له غالب رعايا العراق :
حضرهم ، وبدوهم ، وثب عليه أربعة من الجند وهو في الصلاة فقتلوه ، وهم : مدد ، ومصطفى ، ونصيرف ، وسليم ، وسعدون ، وأرادوا الولاية ، ثم إن كيخياه سليمان قام مقامة ، وتتبعهم وقتلهم ، ولم يتم لهم أمر ، ثم استقر سليمان المذكور حتى أتاه التقرير من جهة الدولة بولاية العراق.
وفي هذه السنة اشتد الغلاء ، بلغ البر أربعة أصواع ، وخمسة