وذكر نحو ما تقدم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
(١) في سنة ثلاثة وستين وألف : كان أمير المدنية مانع الحسيني ، وكان من أجل الأمراء قدرا ، وكانت في هذه السنة قصة الفريش.
وذلك أنه كان من عادة أهل المدينة أنهم يسلمون لبني عمهم من بني الحسيني ولعربان عنزة ، وضفير ، ونحوهم مرتبات من الأموال والحبوب ، فمنعهم مانع استحقاقاتهم ، فجمع كل منهم جموعا : فأما الأشراف من آل جماز فمقدمهم الأمير جماز ، وأما العربان فمقدهم الشيخ المعروف بأبي ذراع ، وغيرهم من أكابرهم. فلما خرج الحاج المدني وأصبحوا بوادي الفريش صبحهم الطواريف المذكورة وأحاطوا بهم ، وكان فيهم الأفندي عبد الرحمن قاضيها ، والأمير محمد بن حسن ، وشيخ الحرم ، وأعيان المدينة من سادات الحسين ووجوه العرب ، فكان موقعا شنيعا وقع فيه قتل ، وسلب ، وسلم أعاظم الركب وأعيانه ، ثم انفصلوا بعد أن ألزم لهم القاضي وشيخ الحرم بحصول مواخيهم.
فلما وصل الخبر إلى حسن بن أبي نمى سكت حتى انقضت أيام المناسبات ، ثم أرسل سرية وأقر عليهم الشريف عجل بن عرار بن برسم حماية الركب المدني ، ثم تستمرون بها حفظا لأهلها. ثم بعد انصراف الحجيج نادى بالمسير إلى غزو الطوارف المذكورة ، فخرج بذاته العزيزة ، فلما بلغهم خروجه شمروا نحو شمر وهربوا إلى رؤوس الجبال فقصد بهم إلى منازلهم ، وخرب شمر المذكور لأنه من أمنع مواطنهم ، ثم قبض على
__________________
(١) ما تقدم هو مقدمة تاريخ ابن لعبون المطبوعة المتداولة ، ومن هنا يبتدىء ما عثرنا عليه من تاريخه المخطوط الذي لم يسبق طباعته. اه المحقق.