وكان من قدماء المجاورين وذوي العقل والرأي منهم الشيخ أحمد السقا (١) ، كان أول دخوله المدينة يتسبّب بسقي الماء من العين ، ثم أغناه الله عن ذلك فعاش بعقله بين الناس ، ورأس حتى كان وزير الأشراف ، وكان أمينا حافظا وكان متواضعا لا يستنكف عن عمل يعود نفعه على نفسه وعياله ، وربما خرج إلى البر فيأتي على دابّة بما يحتاج إليه من حشيش وحطب ، وغير ذلك.
خلف ذرية صالحة ذكورا وإناثا ، فمن أولاده علم الدين سليمان (٢) رأس بين إخوانه ، قارئا خدوما للإخوان ، تولى نظارة الربط والأوقاف من النخيل وغيرها ، فلم ير أحسن منه قياما بها من العفة والنصح ، وعمر ربطا كثيرة كانت قد أشرفت على الخراب ، وقل أن يشبهه أحد من أبناء جنسه في حسن طريقته ، أعانه الله تعالى.
وكان من أولاد المدينة من نسل المجاورين «المشاكير» جماعة كثرة فضلاء أصلهم من مكة ينتسبون إلى قريش ، وكان جدهم اسمه مشكور ، أدركت ولده عبيد مؤذنا بالحرم الشريف ، وكان اسمه عبد الرحمن (٣) ، وكان له إخوة أحدهم حسن بن مشكور (٤) ، والآخر أحمد بن مشكور (٥) ، وعلي بن مشكور (٦).
فأما عبد الرحمن فخلف محمدا (٧) وعليا (٨) ومشكورا.
وأما نور الدين علي فحاز من المناصب أجلها ، وكان من فضلاء
__________________
(١) هو : أحمد بن عبد العزيز المدني السقا. ترجمته في : «التحفة اللطيفة» ١ / ١١٤ (٢٠٢) ، نقلا عن ابن فرحون.
(٢) هو : أبو الربيع ، سليمان بن أحمد بن عبد العزيز. ترجمته في : «التحفة اللطيفة» ١ / ٤١٦ (١٦١٤).
(٣) ذكره في «التحفة اللطيفة» ٢ / ١٥٤ (٢٥٤٨) ، نقلا عن ابن فرحون.
(٤) ذكره في «التحفة اللطيفة» ١ / ٢٢٨ (٩٥٥) ، نقلا عن ابن فرحون.
(٥) ذكره في «التحفة اللطيفة» ١ / ١٥٦ (٣٢٠) ، نقلا عن ابن فرحون.
(٦) ذكره في «التحفة اللطيفة» ٢ / ٣٠١ (٣٠٨٨) ، نقلا عن ابن فرحون.
(٧) ذكره في «التحفة اللطيفة» ٢ / ٥١٧ (٣٩٢٩) ، نقلا عن ابن فرحون.
(٨) ذكره في «التحفة اللطيفة» ٢ / ٢٨٨ (٣٠٤٦) ، نقلا عن ابن فرحون.