الأصلية ، وأكبر ويجوز فيه ترك الترتيب ، ولم يثبته غير أبي علي وابن جني ، وأنكر قوم الأول أيضا ، وقال الزجاج : كل كلمة فيها حرف من كلمة فهي مشتقة منها ، وعزاه لسيبويه ، ولا بد فيه من تغيير ولو تقديرا.
(ش) الاشتقاق نوعان أكبر وأصغر ، فالأكبر هو عقد تقاليب الكلمة كلها على معنى واحد كما ذهب إليه ابن جني في مادة (ق ول) أن تقاليبها الستة على معنى الخفة والسرعة نحو : القول والقلو والولق والوقل واللوق واللقو ، وكما ذكر صاحب «المحرر» في مادة الكلمة أن خمسة منها موضوعة لمعنى الشدة والقوة وهي الكلم والكمل واللكم والمكل والملك والسادس مهمل وهو اللمك.
قال أبو حيان : ولم يقل بهذا الاشتقاق الأكبر أحد من النحويين إلا أبو الفتح بن جني ، وحكي عن أبي علي أنه كان يأنس به في بعض المواضع ، قال : والصحيح أن هذا الاشتقاق غير معول عليه ؛ لعدم اطراده ، والاشتقاق الأصغر هو إنشاء مركب من مادة يدل عليها وعلى معناه ، وهذا الاشتقاق أيضا فيه خلاف ، ذهب الخليل وسيبويه وأبو عمرو وأبو الخطاب وعيسى بن عمرو الأصمعي وأبو زيد وأبو عبيدة والجرمي وقطرب والمازني والمبرد والزجاج والكسائي والفراء والشيباني وابن الأعرابي وثعلب إلى أن الكلم بعضه مشتق وبعضه غير مشتق ، وذهبت طائفة من متأخري أهل اللغة إلى أن الكلم كله مشتق وقد نسب هذا المذهب للزجاج ، وزعم بعضهم أن سيبويه كان يرى ذلك ، وزعم قوم من أهل النظر أن الكلم كله أصل وليس منه شيء اشتق من غيره ، وتفريع الناس إنما هو على القول الأول.
قال أبو حيان : واعلم أنه يعرض في اللفظ المشتق مع المشتق منه تغييرات تسعة :
الأول : زيادة حركة كضرب من ضرب.
الثاني : زيادة حرف كطالب من طلب.
الثالث : زيادة حركة وحرف كضارب من ضرب.
الرابع : نقص حركة كفرس من الفرس.
الخامس : نقص حرف كنبت من النبات وخرج من الخروج.
السادس : نقص حركة وحرف كنزا من النزوان.