(ومنه) أي : الجامد (صيغتا التعجب) وهما (ما أفعل وأفعل) به ، (قال الكوفية : وأفعل) بغير (ما) مسندة إلى الفاعل نحو قوله :
١٤٤٤ ـ فأبرحت فارسا
أي : ما أبرحك فارسا ، (وبعضهم وأفعل من كذا ، وزعم الفراء الأولى) أي : ما أفعل (اسما) ؛ لكونه لا ينصرف ولتصغيره ولصحة عينه في قولهم : ما أحيسنه ، وقوله :
١٤٤٥ ـ يا ما أميلح غزلانا
وقالوا : ما أطوله كما قالوا : هو أطول من كذا ، ورد بأن امتناع التصرف لكونه غير محتاج إليه للزومه طريقة واحدة ؛ إذ معنى التعجب لا يختلف باختلاف الأزمنة لا ينافي الفعلية ك : (ليس) (وعسى) ، وبأن تصغيره وصحة عينه لشبهه بأفعل التفضيل ، وقد صحت العين في أفعال كحول وعور ، ويدل للفعلية بناؤه على الفتح ، ونصبه المفعول الصريح ، ولزوم نون الوقاية مع الياء.
(و) زعم (ابن الأنباري الثانية) أي : (أفعل به) اسما ؛ لكونه لا تلحقه الضمائر ، (وجوز هشام المضارع من ما أفعل) فيقال : ما يحسن زيدا ، ورد بأنه لم يسمع (وينصب المتعجب منه بعد ما أفعل مفعولا به) على رأي غير الفراء والهمزة فيه للتعدية والفاعل ضمير مستتر عائد على (ما) مفرد مذكر لا يتبع بعطف ولا توكيد ولا بدل ، وعلى رأيه نصبه على حد نصب (الأب) في زيد كريم الأب ، والأصل زيد أحسن من غيره مثلا ، أتوا بما على سبيل الاستفهام فنقلوا الصفة من زيد وأسندوها إلى ضمير ما ، وانتصب زيد ب : (أحسن) فرقا بين الخبر والاستفهام ، وفتحة أفعل على هذا قيل : بناء ؛ لتضمنه معنى التعجب ، وقيل : إعراب ، وهو خبر (ما) بناء على نصب الخبرية بالخلاف عند الكوفيين.
(والأصح أن ما مبتدأ) خبره ما بعده ، وقال الكسائي : لا موضع لها من الإعراب ، (و) الأصح (أنها نكرة تامة) بمعنى شيء خبرية قصد بها الإبهام ، ثم الإعلام بإيقاع الفعل
__________________
١٤٤٤ ـ البيت من الطويل ، وهو لعباس بن مرداس في ديوانه ص ٧١ ، وخزانة الأدب ٣ / ٣٠٢ ، ٣٠٧ ، وسمط اللآلي ص ٣٨٨ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٥٠٧ ، والكتاب ٢ / ١٧٤ ، وبلا نسبة في المقتضب ٢ / ١٥١ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٦٠.
١٤٤٥ ـ البيت من البسيط ، وهو للمجنون في ديوانه ص ١٣٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٤٣ ، وتقدم برقم (٢٠١) ، (٢٠٦).