بل ضاربين حبيك البيض إن لحقوا |
|
شمّ العرانين عند الموت لذّاع |
(ومنع الكوفية و) أبو جعفر (بن صابر العطف بها بعد غيرهما) ، قال هشام منهم :محال ضربت عبد الله بل إياك ، قال أبو حيان : وهذا من الكوفيين مع كونهم أوسع من البصريين في اتباع شواذ العرب دليل على أنه لم يسمع العطف بها في الإيجاب ، أو على قلته ، ولا يعطف بها بعد الاستفهام وفاقا.
(فإن تلاها جملة فللإبطال) للمعنى الأول ، وإثباته لما بعد نحو : (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِ) [المؤمنون : ٧٠] ، (أو الانتقال) من غرض إلى آخر بدون إبطال نحو : (وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ) [المؤمنون : ٦٢ ـ ٦٣] ، (وليست) حينئذ (عاطفة على الصحيح) بل حرف ابتداء.
(وتزاد قبلها لا) لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب كقوله :
١٦٣٤ ـ وجهك البدر لا بل الشّمس لو لم |
|
يقض للشّمس كسفة وأفول |
ولتوكيد تقرير ما قبلها بعد النفي والنهي ، (ومنعها) أي : زيادة لا (ابن درستويه بعد النفي ، زاد ابن عصفور) وبعد (النهي) أيضا قال : لأنه لم يسمع ، ورد بقوله :
١٦٣٥ ـ وما هجرتك لا بل زادني شغفا |
|
هجر وبعد تراخى لا إلى أجل |
وقوله :
١٦٣٦ ـ لا تملّنّ طاعة الله لا بل |
|
طاعة الله ما حييت استديما |
قال أبو حيان : ويقال في لا بل : (نا بن) ، و (لا بن) ، و (نا بل) بإبدال اللامين أو إحداهما نونا (وتزاد لا ضرورة).
حتى
(حتى) هي (كالواو) لمطلق الجمع (وقيل) : هي (للترتيب) قال ابن مالك : وهي
__________________
١٦٣٤ ـ البيت من الخفيف ، وهو بلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٤٢٨ ، وشرح التصريح ٢ / ١٤٨ ، ومغني اللبيب ٢ / ١١٣ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٢١.
١٦٣٥ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٤٢٩ ، وشرح التصريح ٢ / ١٤٨ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٣٤٨ ، ومغني اللبيب ١ / ١١٣ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٦٥.
١٦٣٦ ـ البيت من الخفيف ، تفرد به السيوطي في الهمع ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٤٠.