قعدت ، وإذا كان بعدها فعلان بغير ألف الاستفهام عطف الثاني بأو ، تقول : سواء علي قمت أو قعدت ، وإن كانا اسمين بلا ألف عطف الثاني بالواو تقول : سواء علي زيد وعمرو ، وإن كان بعدها مصدران كان الثاني بالواو وأو حملا عليها ، قال السيرافي : فإذا قلت سواء علي قمت أو قعدت فتقديره : إن قمت أو قعدت فهما علي سواء ، فعلى هذا سواء خبر مبتدأ محذوف ، أي : الأمران سواء ، والجملة دالة على جواب الشرط المقدر ، قال ابن الدماميني : وبذلك تبين صحة قول الفقهاء ، وكأن ابن هشام توهم أن الهمزة لازمة بعد كلمة سواء في أول جملتيها وليس كذلك.
إما
(إما) بالكسر (المسبوقة بمثلها لمعاني أو الخمسة) الأول الشك نحو : جاء إما زيد وإما عمرو ، والإبهام نحو : (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) [التوبة : ١٠٦] ، والتخيير نحو : (إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً) [الكهف : ٨١] ، والإباحة نحو : اقرأ إما فقها وإما نحوا ، والتفصيل نحو : (إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) [الإنسان : ٣] ، وعبر عنه في «التسهيل» بالتفريق المجرد كما عبر به في أو ، والفرق بينها وبين أو في المعاني الخمسة أنها لتكررها يدل الكلام معها من أول وهلة على ما أتى بها لأجله من شك أو غيره ، بخلاف أو فإن الكلام معها أولا دال على الجزم ، ثم يؤتى بأو دالة على ما جيء بها لأجله ، ثم التحقيق أن (إما) لأحد الشيئين أو الأشياء وهذه المعاني تعرض في الكلام من جهة أخرى كما في أو.
(وأنكر قوم الإباحة) في إما مع إثباتهم ذلك لأو ، (و) أنكر (يونس وأبو علي) الفارسي (وابن كيسان وابن مالك كونها عاطفة) كما أن الأولى غير عاطفة ، وقالوا : العطف بالواو التي قبلها وهي جائية لمعنى من المعاني المفادة بأو.
وقال ابن مالك : وقوعها بعد الواو مسبوقة بمثلها شبيه بوقوع لا بعد الواو مسبوقة بمثلها في مثل لا زيد ولا عمرو فيها ، ولا هذه غير عاطفة بإجماع مع صلاحيتها للعطف قبل الواو فلتكن إما كذلك ، بل أولى ، (وادعى ابن عصفور الإجماع عليه) أي : على كونها غير عاطفة كالأولى تخلصا من دخول عاطف على عاطف ، قال : وإنما ذكروها في باب العطف لمصاحبتها لحرفه ، (وقيل) : إما (عطفت الاسم على الاسم والواو) عطفت (إما على إما) ، قال ابن هشام : وعطف الحرف على الحرف غريب ، وقال الرضي : غير موجود.
(وقد تفتح همزتها) والتزمه تميم وقيس وأسد كقوله :