نحو : (هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُماتُ وَالنُّورُ) [الرعد : ١٦] ، واختلف في معناها (فقال البصريون : هي بمعنى بل) أي : للإضراب ، (والهمزة مطلقا ، و) قال (الكسائي وهشام) : هي (كبل وتاليها) أي : ما بعدها (كمتلوها) أي : كما قبلها ، فإذا قلت : قام زيد أم عمرو فالمعنى : بل قام عمرو ، وإذا قلت : هل قام زيد أم عمرو فالمعنى : بل هل قام عمرو ، ورد بقوله تعالى : (وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً) إلى قوله : (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا) [ص : ٢٧ ـ ٢٨] الآية ، ف : (أم) لم يتقدمها استفهام ، وقد استؤنف بأم السؤال على جهة الإنكار والرد ، ولا يمكن أن يكون ما بعدها موجبا فليس مثل ما قبلها ، (و) قال (الفراء) : هي ك : (بل) إذا وقعت (بعد استفهام) كقوله :
١٦١١ ـ فو الله ما أدري أسلمى تغوّلت |
|
أم النّوم أم كلّ إليّ حبيب |
أي : بل كل ، ورد بأن المعنى على الاستفهام أي : بل أكل إليّ حبيب ؛ لأنها لما تمثلت لعينه لم يدر أذلك في النوم أم صارت من الغول ؛ لأن العرب تزعم أنها تبدو متزينة لتفتن ، ثم لما جوز أن تكون تغولت داخله الشك فقال : بل أكل إلي حبيب ، أي : الغول وسلمى كل منهما إلي حبيب.
(و) قال (قوم) : تكون ك : (بل) إذا وقعت بعد الاستفهام (والخبر) وقال (أبو عبيدة) : هي (كالهمزة مطلقا) قال : ومنه قوله تعالى : (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ) [البقرة : ١٠٨] ، (و) قال (الهروي) في «الأزهية» : هي كالهمزة (إن لم يتقدم) عليها (استفهام) ، ورد القولان بأنها لو كانت بمعنى الهمزة لوقعت في أول الكلام ، وذلك لا يجوز فيها ، ولورودها للاستفهام بعده في قوله :
١٦١٢ ـ هل ما علمت وما استودعت مكتوم |
|
أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم |
فإنه استأنف السؤال بأم عما بعدها مع تقدم الاستفهام ؛ لأن المعنى : بل أحبلها ؛ لقوله بعده :
__________________
١٦١١ ـ البيت من الطويل ، وهو بلا نسبة في الأزهية ص ١٢٩ ، والصاحبي في فقه اللغة ص ١٢٦ ، ولسان العرب ١٠ / ٤٢١ ، مادة (درك) ، ١٢ / ٣٥ ، مادة (أمم) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٨٥.
١٦١٢ ـ البيت من البسيط ، وهو لعلقمة الفحل في ديوانه ص ٥٠ ، والأزهية ص ١٢٨ ، والأشباه والنظائر ٧ / ٤٩ ، وخزانة الأدب ١١ / ٢٨٦ ، ٢٨٨ ، ٢٨٩ ، ٢٩٣ ، ٢٩٤ ، وشرح اختيارات المفضل ص ١٦٠٠ ، ١٦٠١ ، والكتاب ٣ / ١٧٨ ، ولسان العرب ١٢ / ٣٧ ، مادة (أمم) ، واللمع ص ١٨٢ ، والمحتسب ٢ / ٢٩١ ، والمقاصد النحوية ٤ / ٥٧٦ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٨٧٩.