تحت الجنس ، (قال الزمخشري والقزويني : والإباحة والتخيير) نحو : جالس الحسن أو ابن سيرين ، أي : أحدهما ، قال الزمخشري : ولهذا قيل : (تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) [البقرة : ١٩٦] بعد ذكر ثلاثة وسبعة ؛ لئلا يتوهم إراده التخيير.
قال ابن هشام : والمعروف من كلام النحويين خلافه (و) قال (الخارزنجي) : و (التعليل) وحمل عليه الواوات الداخلة على الأفعال المنصوبة في قوله تعالى : (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ وَيَعْلَمَ الَّذِينَ) [الشورى : ٣٤ ـ ٣٥] ، (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) [آل عمران : ١٤٢] ، (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ) [الأنعام : ٢٧].
قال ابن هشام : والصواب الواو فيهن للمعية.
(و) قال (الكوفيون والأخفش :) وتكون (زائدة) نحو : (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها) [الزمر : ٧٣] ، (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنادَيْناهُ) [الصافات : ١٠٣ ـ ١٠٤] ، إحدى الواوين في الآيتين زائدة إما الأولى أو الثانية ، وغيرهم قال : لا تزاد وهي فيهما عاطفة والجواب محذوف ، أو حالية في الأولى ، أي : جاؤوها وقد فتحت أبوابها من قبل إكراما لهم عن أن يقفوا حتى تفتح لهم.
(وأثبت الحريري وابن خالويه واو الثمانية) وقالا : لأن العرب إذا عدوا قالوا : ستة سبعة وثمانية إيذانا بأن السبعة عدد تام وما بعده عدد مستأنف ، واستدلوا بقوله تعالى : (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ) إلى قوله : (وَثامِنُهُمْ) [الكهف : ٢٢] ، وقوله في آية الجنة : (وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) [الزمر : ٧٣] ؛ لأن أبوابها ثمانية بخلاف آية جهنم ؛ لأن أبوابها سبعة ، وقوله : (وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [التوبة : ١١٢] ، فإنه الوصف الثامن ، وقوله : (وَأَبْكاراً) [التحريم : ٥] ، ولم يذكر هذه الواو أحد من أئمة العربية ، ووجهت في الآية الأولى بأنها لعطف جملة على جملة ، أي : هم سبعة وثامنهم ، وفي الثانية زائدة أو عاطفة أو حالية كما تقدم ، وفي الثالثة عاطفة ؛ لأن الأمر والنهي صفتان متقابلتان بخلاف بقية الصفات ، وكذا في الرابعة لعطف صفتين متقابلتين ؛ إذ لا تجتمع الثيوبة والبكارة.
(وتأتي) الواو (للتذكير والإنكار) كقول من أراد أن يقول : يقوم زيد فنسي (زيد) ، فأراد مد الصوت ليتذكر ؛ إذ لم يرد قطع الكلام يقومو ، وقولك : الرجول بعد قول قائل : قام الرجل.