معنى نحو : لم يكن زيد ليقوم ، ومذهب البصريين أن خبر كان حينئذ محذوف ، وأن هذه اللام متعلقة بذلك الخبر المحذوف ، وأن الفعل ليس بخبر ، بل المصدر المنسبك من أن المضمرة والفعل المنصوب بها في موضع جر ، والتقدير ما كان الله مريدا لكذا ، والدليل على هذا التقدير أنه قد جاء مصرحا به في بعض كلام العرب قال :
١٠١٢ ـ سموت ولم تكن أهلا لتسمو
فصرح بالخبر الذي هو أهلا مع وجود اللام والفعل بعدها ، ومذهب الكوفيين أن الفعل في موضع نصب على أنه الخبر واللام زائدة للتأكيد.
وذهب بعض النحويين إلى أن لام الجحود تكون في أخوات كان قياسا عليها نحو : ما أصبح زيد ليضرب عمرا ، ولم يصبح زيد ليضرب عمرا ، وزعم بعضهم أنها تكون في ظننت وأخواتها نحو : ما ظننت زيدا ليضرب عمرا ، ولم أظن زيدا ليضرب عمرا ، قال أبو حيان : وهذا كله تركيب لم يسمع فوجب منعه ، وذهب بعضهم إلى أنها تدخل في كل فعل منفي تقدمه فعل نحو : ما جئت لتكرمني ، قال أبو حيان : وهذا فاسد ؛ لأن هذه لام كي والفرق بينهما من وجوه كثيرة ستأتي.
حتى
(ص) وبعد حتى الجارة ، وزعمها الفراء غيرها والنصب بها ، والكسائي بها ، والجر بإلى مضمرة جوازا ، وقوم ناصبة جارة بنفسها تشبيها بأن وإلى ، وعليها يجوز إظهار (أن) ، وعلى الأصح قد يظهر مع معطوف منصوبها ومعناها كي أو إلى ، قال الخضراوي وابن مالك : أو إلا ، وإنما تنصب مستقبلا وجوبا إن كان حقيقة ، وإلا فجوازا ، وترفع الحال أو المؤول كذلك بأن يكون مسببا عما قبلها فضلة صالحا لحلول الفاء محلها ، والأصح تعين النصب مع فعل غير موجب وقلما لا (كثرما) و (طالما) ، وربما جوزه الكسائي لرفع مستقبل غير سبب ونصب حال مسبب ، والنصب بها مطلقا لغة ، ولا تفصل ، وجوزه الأخفش وابن السراج بظرف وشرط ماض ، وهشام بقسم ومفعول وجر ، والأخفش وابن مالك تعليقها.
(ش) الحرف الثاني حتى وكونها الجارة والنصب بعدها ب : (أن) لازمة الإضمار
__________________
١٠١٢ ـ ذكر البيت في نسخة العلمية بدون شرح.