الأنصاريّ الخزرجيّ. الفاضل الأديب الشاعر البارع. ولد في شعبان سنة تسعين وسبعمائة ، وسمع على المجد الحنفيّ والبرهان الأبناسيّ ، وأجاز له العراقيّ والخيثميّ ، وعني بالأدب كثيرا حتّى صار أحد أعيانه ، وصنّف كتبا أدبيّة ، منها : روض الآداب والقواعد والمقامات من شرح المقامات ، والتذكرة وغير ذلك. مات في رمضان سنة خمس وسبعين وثمانمائة (١).
وقال الشهاب المنصوري يرثيه :
لهف قلبي على أفول الشهاب |
|
تحفة القوم نزهة الأصحاب |
كان في مطلع البلاغة يسري |
|
فتوارى من الثّرى بحجاب |
فقدت برّه أيامى المعاني |
|
ويتامى جواهر الآداب |
هطلت أدمع السحاب عليه |
|
وقليل فيه دموع السحاب |
وذوو الجمع أصبحوا حين ولّى |
|
كلّهم جامعا بلا محراب |
ربع بلواي آهل منذ أخلى |
|
كتبي من سؤاله والجواب |
يا شهابا طلوعه في سما الفض |
|
ل ولكن أفوله في التراب |
لك فيما ألّفت تذكرة ممّا |
|
انتقى درّه أولو الألباب |
روضة أينعت بفاكهة من |
|
حسن لفظ كثيرة وشراب |
فسقى تربها الرباب التهت |
|
زّ وتربو على سماع الرباب |
ورأى كسره فقابله اللّ |
|
ه تعالى بالجبر يوم الحساب |
٩١ ـ الشهاب المنصوريّ (٢) أبو العبّاس أحمد بن محمد بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عبد الدائم السلميّ المعروف بالهائم. الأديب البارع. ولد سنة تسع وتسعين وسبعمائة واشتغل ، وفهم شيئا من العلم وبرع في الشعر وفنونه وتفرّد به في آخر عمره ، وله ديوان كبير. مات في جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين وثمانمائة.
٩٢ ـ القادريّ الشيخ شمس الدين محمد بن أبي بكر بن عمر بن عمران بن نجيب الأنصاريّ السعديّ الدنجاويّ ، شاعر العصر. ولد سنة خمس عشرة وثمانمائة ، واشتغل بالعلم على جماعة من الشّيوخ مع ذكاء مفرط ، وقال الشّعر فأكثر ، وبرع في فنون الأدب نظما ونثرا وهو الآن شاعر الدنيا على الإطلاق ، لا يشاركه في طبقته أحد. مات في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعمائة.
__________________
(١) شذرات الذهب : ٧ / ٣١٩.
(٢) شذرات الذهب : ٧ / ٣٤٦.