ومن نظمه ، وأنشده عندي في الإملاء :
شجاك بربع العامريّة معهد |
|
به أنكرت عيناك ما كنت تعهد |
ترحّل عنه أهله بأهلّة |
|
بأحداجها غيد من العين خرّد |
كواعب أتراب حسان كأنّها |
|
بدور بأغصان النّقا يتأوّد |
وممّا شجاني فوق عود حمامة |
|
ترجّع ألحانا لها وتغرّد |
كأنّ بدمعي الكفّ منها مخضّب |
|
وبالحزن منّي الجيد منها مقلّد |
وبي غادة كالشمس في أفق حسنها |
|
نأت وبقلبي حرّها يتوقّد |
ولو هدّدت رضوى بتبريح هجرها |
|
لأمسى من التهديد وهو مهدّد |
خفيفة أعطاف نشاوى من الصّبا |
|
ثقيلة أرداف تقيم وتقعد |
من النافثات السحر في عقد النّهى |
|
بنجلاء عنها سحر هاروت يسند |
وعيني تروّي عن معين دموعها |
|
وسمعي عن عذل العذول مسدّد |
وأعجب من جسم حكى الماء رقّة |
|
يقلّ بلطف قلبها وهو جلمد |
محيّا كبدر النّمّ في جنح طرّة |
|
يظلّ به غصن النّقا يتأوّد |
وجنّات وجنات بماء نعيمها |
|
على النّور نار أصبحت تتوقّد |
مهاة إذا استنّت بعود أراكة |
|
على متن سمطي لؤلؤ يتردّد |
تريك ثنيّات العقيق ببارق |
|
جلالى النقا منه العذيب المبرّد |
كأنّ بفيها من سنا العلم جوهرا |
|
جلاه جلال الدين فهو منضّد |
إمام اجتهاد عالم العصر عامل |
|
بجامع فضل ناسك متهجّد |
ويحسد طرف النجم بالعلم طرفه |
|
إذا بات ليلا فيه وهو مسهّد |
ويقدح زند العزم زند ذكائه |
|
فيصبح منه فكره يتوقّد |
ومن مدد المولى وعين عناية |
|
وتوفيقه يحيا ويحمى ويحمد |
ومجتهد قد طال في العلم مدركا |
|
وباعا ، ففي كلّ العلوم له يد |
ومستنبط من آية بعد آية |
|
تلي آية الكرسيّ معنى يخلّد |
فوائد أشتات البديع التي بها |
|
تفرّد فيها جمعه فهو مفرد |
وأنواعها عشرون مع مائة وقد |
|
توحّد فيها بالذكا فهو أوحد |
ولم يك للماضين في الجمع مثلها |
|
فسحقا لمن للفضل في الناس يجحد |
فحقّ له دعوى اجتهاد لأنّه |
|
هو البحر علما زاخر اللّجّ مزبد |
عليم بآلات اجتهاد أولي النهى |
|
أئمة دين الله من حيث تقصد |
فمن ذاك علم بالكتاب وسنّة |
|
تبيّن ما في بحره فهو مورد |
وما كان فيها مجملا ومفصلا |
|
ومن مطلق ينفكّ عنه المقيّد |