غالية ، ويكشفون خلالها عن شجاعة كبيرة مثل الجبن الشديد الذى ينتابهم عند ما يكونون مبحرين فى عرض البحر.
بعد رحلة استمرت اثنين وعشرين يوما أصبحنا على مقربة من رأس محمد ، وكان ذلك فى اليوم الرابع من شهر يونيو ، وربطنا المركب ببعض الحبال فى بعض الشعاب المرجانية ، التى تقع فى جزيرة صغيرة أمام أنف الجبل ، كان القبطان (الريس) قد عقد العزم على العبور فى صبيحة اليوم التالى.
لما كنت أعلم أن البدو يوجدون دوما فى ميناء شرم ، وذلك لنقل المسافرين بالبر إلى الطور أو إلى السويس ، فقد تمنيت لو نزلت على الشاطئ هنا فى شرم ، والطريق من هنا إلى القاهرة قصير جدا ، عن الطريق إلى القاهرة عن طريق القصير ، يزاد على ذلك أن حالتى الصحية المتأخرة جعلتنى أرغب فى ترك السفينة التى ليس عليها مكان للإقامة ، إضافة إلى أن المخاوف من الطاعون لم تنته بعد ، على الرغم من عدم حدوث وفيات على ظهر المركب خلال الأسبوعين الماضيين. ونظير أربعة دولارات أعطيتها للريس ودولار واحد للقبطان ، تعطّفا علىّ وخرجنا قليلا عن مسارهما ، وفى صبيحة اليوم التالى ، الموافق للخامس من شهر يونيو دخلنا ميناء شرم.
تبعد شرم حوالى أربع ساعات أو خمس عن النقطة التى يسمونها رأس محمد ، وشرم ميناء جيد ومتسع ويسمح برسو السفن الكبيرة ؛ وهى تقع عند مدخل خليج العقبة ، وهى أفضل الموانئ الموجودة على الجانب الغربى من الخليج ، وتحت الاسم شرم (وجمعه شروم) يندرج ميناءان يبعدان نصف ميل عن بعضهما البعض ، وهذان الميناءان جيدان ، لكن الميناء الجنوبى هو الأكثر استعمالا. ونظرا لوجود بئر غزيرة المياه بالقرب من هذين الميناءين ، فإن السفن الذاهبة إلى الحجاز أو القادمة منه تمر بهذين الميناءين ، والمسافرون الذين يودون أن يكفوا أنفسهم مؤونة الرحلة البحرية فى خليج السويس (التى تستغرق وقتا طويلا أثناء هبوب الرياح الشمالية) ينزلون إلى البر هنا فى شرم ، وينقلهم البدو على الإبل إلى الطور أو السويس. هؤلاء البدو الذين يعيشون فى الجبال ، يشاهدون السفن عن بعد ، وعند ما تصل تلك السفن