أن يراه الناس بلا عصا. قلة قليلة من الناس هم الذين يمشون مسلحين ، اللهم باستثناء الطبقات الدنيا ، أو الأشراف الذين يحملون خناجر أو سكاكين معقوفة مثبتة فى أحزمتهم.
نساء مكة ونساء جدة يلبسن ملابس مصنوعة من الحرير الهندى ، كما يلبسن سراويل طويلة زرقاء اللون ومقلمة ، تصل إلى كعوبهن ، وهى مطرزة من أسفل بخيوط الذهب ، وفوق هذه السراويل والثياب يلبسن رداء واسعا يسمونه الحبرة ، وهى ملاية من الحرير المقلم بالأبيض والأسود ، وتصنعها بلاد الهند ، وهن يغطين وجوههن ببرقع أبيض اللون أو أزرق خفيف ، والنساء يلبسن على رءوسهن التى تغطيها الملايات ، طواقى مثل طواقى الرجال ، وكل طاقية من هذه الطواقى تلف المرأة حولها قطعة من القماش الموسلين الملون ، التى تلف لفا جيدا حول الطاقية. يقال إن لباس الرأس أقل زينة من حيث العملات الذهبية واللؤلؤ ، والمجوهرات عن لباس الرأس عند النساء المصريات والسوريات ، لكن لباس رأس المرأة المكية يشتمل على خيط معلق فيه بعض العملات من فئة السكوين ، مكيات كثيرات لديهن قلادات من الذهب ، وأساور من الذهب ، وخلاخيل من الفضة ، أما النساء فيلبسن القميص المصرى أزرق اللون ، وبناطيل كبيرة ، مثل البناطيل سالفة الذكر ، كما يلبسن أيضا أساور من قرون الحيوانات ، أو من الزجاج أو الكهرمان.
أطفال مكة ليسوا مدللين من قبل والديهم مثل أطفال بلدان الشرق الأخرى ، والطفل منهم عندما يستطيع المشى يتركه أهله يلعب أمام باب الدار ، مرتديا ثيابا خفيفة جدا أو شبه عار ، وهم كانوا أقوياء وأحسن صحة لهذا السبب ، عن الأطفال السوريين والمصريين الذين يعتنى بهم آباؤهم عناية كبيرة والذين يمكن القول عنهم ، إنهم يراعون حتى الممات.
قلة قليلة من العائلات المكية هم الذين ليس عندهم عبيد. وتفتحت عينا محمد صلىاللهعليهوسلم على استقرار تجارة العبيد فى الجزيرة العربية ، على نحو لم يحاول إلغاءه ، وبذلك يكون محمد صلىاللهعليهوسلم قد أكد ، ووسع هذه التجارة فى أنحاء شمالى إفريقيا ، بكل