هذه الموالد كلها جرى ترميمها ترميما كاملا بعد انسحاب الوهابيين ، فيما عدا مولد محمد صلىاللهعليهوسلم ، الذى كان العمال لا يزالون مشغولين بالعمل فى ترميمه واصلاحه. هناك عائلات متعددة تقوم على رعاية هذه الأماكن ، وبخاصة الأشراف ، الذين يرعون هذه الأماكن بالتناوب هم ومجموعة من الخدم المرافقين لهم. فى كل ركن من أركان هذه الأماكن المشرفة تفرش المناديل البيضاء ، أو السجاجيد الصغيرة ، التى ينتظر من الزائرين أن يلقوا عليها ببعض النقود ، يزاد على ذلك أن النساء يجلسن على أجناب البوابات ، انتظارا لأن يعطيهن الحجاج شيئا من النقود. توزيع ما قيمته شلن واحد من البارات فى كل مولد من تلك الموالد ، يعد استجابة كاملة لمطالب هؤلاء النساء الجشعات المعوزات.
مولد أبى طالب ، فى معالة ، قد دمّر تدميرا كاملا ، كما سبق أن قلت ، والأرجح أنه لن يعاد بناؤه.
قبر ستنا خديجة ـ قبر خديجة ـ زوج محمد صلىاللهعليهوسلم ، وقد هدم الوهابيون قبة ذلك القبر ، ولم يجر بعد بناء هذه القبة ، هذا القبر يزوره الحجاج بصورة منتظمة ، وبخاصة أيام الجمعة فى الصباح. هذا القبر يقع فى منطقة مدافن المعالة ، عند منحنى السلسلة الغربية ، ويحيط بهذا القبور سور مربع الشكل ، وليس فيه أى شىء غريب أو مثير للفضول سوى شاهد القبر ، الذى يحمل نقشا بالخط الكوفى ، مكون من بعض الآيات القرآنية ، مأخوذة من سورة الكرسى. ونظرا لأن أحرف النقش ليست أحرف كوفية قديمة ، فأنا يراودنى شك مفاده أن هذا الشاهد ، لم يكن مقصودا له تغطية هذا القبر : النقش خال من التواريخ. كان الشريف سرور ، الذى خلف الشريف غالب ، متباهيا ، فقد أصدر أوامر بدفنه بعد وفاته بالقرب من قبر السيدة خديجة ، فى المسور نفسه الموجود حاليا. وعلى مقربة من هنا يوجد قبر آمنة أم محمد صلىاللهعليهوسلم. هذا القبر جرت تغطيته بلوح من الرخام ، عليه نقش كوفى ، بأحرف أقدم من أحرف النقش سالف الذكر. كسّر الوهابيون ذلك النقش ، وأزالوا القطعتين ، تعبيرا عن استيائهم من الزيارات التى يقوم بها الناس (الحجاج) إلى مستودعات عظام الأموات ، الأمر الذى يعده الوهابيون شكلا من أشكال عبادة الأوثان. عند هذه القبور أيضا وجدت نساء سمح لهن بفرد مناديلهن استجداء لصدقات الزائرين.