حوافز دورية من إسطنبول ، كما يحصلون أيضا على ربح من الأعمال التجارية ، وسبب ذلك ، أن الطواشية شأنهم شأن بقية أفراد الشعب المكى ، بل ومثل كبار رجال الدين ، يعملون بالتجارة بشكل أو بآخر ، يزاد على ذلك أن الجهد الذى يبذلونه سعيا إلى الكسب التجارى ، أكبر بكثير من الجهد الذى يبذلونه فى القيام بأعمالهم الرسمية ، هذا الجهد الذى يبذلونه من أجل الكسب التجارى يتساوى تماما مع الجهد الذى يبذلونه سعيا إلى اكتساب صداقة الحجاج الأثرياء.
السواد الأعظم من هؤلاء الطواشية من الزنوج ، قلة قليلة منهم من الهنود الذين لبشرتهم لون النحاس. يجرى فى بعض الأحيان إرسال واحد من الطواشية السود ، إلى بلاد السودان لجمع الهدايا للكعبة ، وقد حكى بروس Brouc فى كتابه عن المصير الذى آل إليه واحد من هؤلاء الطواشية. قبل سنوات عدة حصل أحد الطواشية على إذن بالعودة إلى السودان ، بعد أن قدم شخصا آخر بدلا عن نفسه للمسجد الحرام. وعاد الرجل إلى برجو ، غربى دارفور ، وهو حاليا الحاكم القوى لهذه المنطقة.
عندما يأتى الحجاج الزنوج إلى مكة ، لا ينسون مطلقا زيارة الطواشية وتقديم فريضة الطاعة والولاء لهم ، والطواشىّ بعد أن يلحق بخدمة الكعبة ، التى تسبغ عليه لقب طواشى النبى ، لا يمكن أن يلتحق بأى عمل آخر.
فى شهر رمضان ، (أمضيت الأيام الأخيرة منه فى مكة وكان ذلك فى العام ١٨١٤ الميلادى) يتلألأ المسجد الحرام تلألؤا فريدا. كان الحجاج فى ذلك الوقت ، (المصادف لأشد أوقات العام حرارة) ، يؤدون الصلوات الثلاث اليومية الأولى فى منازلهم ، لكنهم يتجمعون بأعداد كبيرة فى المسجد الحرام ، لأداء صلاة المغرب والعشاء. كل واحد من هؤلاء الحجاج يحمل معه فى غترته قليلا من التمر ، وشيئا من الخبز والجبن ، أو شيئا من العنب ، يضعه أمامه انتظارا لانطلاق أذان المغرب ، ثم يبدأ فى فك صيامه. طوال فترة الانتظار هذه يتبادلون فى أدب مع جيرانهم جزءا من وجبتهم ويأخذون جزءا مثيلا. بعض الحجاج ، ومن منطلق ذيوع صيتهم فى الإحسان ،