شعب على ، الذى يجاور شعب المولد ، فى هذا الشعب نجد مسقط رأس (سيدنا) على. هذان الحيان أو الشارعان يطلق عليهما شعب (صنجر) ، وهما من بين أهم الأجزاء القديمة فى المدينة ، التى كان القرشيون يعيشون فيها من قبل ، هذان المكانان لا يسكنهما بصفة أساسية سوى الأشراف ، وليس فيهما دكاكين. ومنازل هذين الحيين واسعة ، وجيدة التهوية.
تنتهى المنازل السكنية خلف سوق الماشية فى الغزة ، ونجد أن الدكاكين المنخفضة هى والحظائر تحتل جانبى الشارع. هذا الجزء يسميه الناس سوق الحدادين ، فى هذه المنطقة يفتح السباكون والحدادون الأتراك دكاكينهم ، بعد ذلك بمسافة قصيرة ، نجد الشارع يتصل بما يسميه الناس هنا المعاله ، التى هى نفسها استمرار المدعة ، ويشكل الشارع هنا حاجزا بين الأجزاء الشرقية والأجزاء الغربية من مكة ، ممتدا بذلك فى اتجاه الشمال بطول المطلع الهين الخفيف للوادى. ومدعة هى والمعالة (التى معناها المكان المرتفع ، وذلك على النقيض من المسفلة ، أو الحى المنخفض) ، عامرتان بالدكاكين على الجانبين. هنا نشاهد البقالين ، وبائعى العقاقير ، وتجار الغلال ، وبائعى التبغ ، والخردجى (*) ، والغرازين (**) ، وعدد كبير من تجار الجملة فى الملابس المستعملة. يوجد فى المدعة مخزن كبير للقمح ، كان مدرسة عامة من قبل ، وهناك مخزن آخر فى المعالة. من المدعة والمعالة تبدأ قوافل المؤن والتموينات الخاصة بالجيش التركى فى الطائف ، وتنعقد المزادات العامة فى هذا المكان صباح كل يوم. يوجد فى نهاية المعالة من ناحية الشمال سوق يجلب البدو إليه من سائر الأنحاء أغنامهم للبيع. فى هذا المكان أيضا توجد دكاكين القصابين التى تباع فيها لحوم
__________________
(*) الخردجى : هو بائع السلع الصغيرة كالأرز مثلا. (المترجم)
(**) الغراز : هو الإسكافى أو مصلح الأحذية. (المترجم).