والتعطف : شبيه بالترديد (١) في إعادة اللفظة بعينها في البيت ، والفرق بينهما بموضعهما ، وباختلاف المتردد وثبوت أن التعطف شرطه : أن تكون إحدى كلمتيه في أحد مصراعي البيت (٢) ، والأخرى في الآخر ، ليشبه مصراعي البيت (٣) في انعطاف أحدهما عن الآخر ، بالعطفين ، في كون (٤) كلّ عطف منهما يميل إلى الجانب الذي يميل إليه الآخر.
ومن فروقه أيضا : أنه لا يشترط فيه : أن تعاد اللفظة بصيغتها ، بل بما يتصرف منها ـ أيضا ـ كقوله (٥) : (فساق .. وسقت) في قول المتنبي : [من الطويل](٦)
فساق إليّ العرف غير مكرّر |
|
وسقت إليه المدح غير مذمّم |
والتعطف في بيت القصيدة ذكر (الفضل) في صدر البيت و (فضلهم) في عجزه ، لا غير (٧).
__________________
(١) انظر في الترديد : الطراز : ٣ / ٨٢ ـ ٨٣.
(٢) عبارة : ن : «يكون إحدى كلمتيه من أحد مصراعي البيت» وعبارة التحرير : «تكون إحدى كلمتيه في مصراع والأخرى في المصراع الآخر».
(٣) عبارة : ن : «ليشبه مصراعا في انعطاف أحدهما على الآخر».
(٤) كون : غير موجودة في عبارة التحرير : ص ٢٥٧.
(٥) في الأصل : كساق وسقت.
(٦) في ديوانه : ص ٤٦١ وبرواية : (إليه الشكر غير مجمجم) والتحرير : ٢٥٨.
(٧) لا غير : من : ن ، وهي مثبتة في : ط : وذكر الحلي هنا أن في بيته تعطفا واحدا في حين ذكر ابن أبي الإصبع في بيت المتنبي المذكور ثلاثة تعطفات. تنظر هناك.