أثافيّ سفعا في معرّس مرجل |
|
ونؤيا كجذم الحوض لم يتثلّم |
فلما عرفت الدار قلت لربعها |
|
ألا أنعم صباحا أيها الربع وأسلم (١) |
فلما كان المعنى [في البيت الأول] فخما في صفة الآثار والمعاهد أتى بلفظ جزل يناسبه ولما كان معنى الثاني سهلا مفهوما أتى بما يناسبه ـ أيضا ـ. وبيت القصيدة من القسم الأول.
التشبيه (٢)
[٧٣ ـ] حروف خطّ على طرس مقطعة |
|
جاءت بها يد غمر غير مفتهم |
والتشبيه : ضروب كثيرة متشعبة ، قد اتسع في تفصيلها أقوال أهل المعاني والبيان ، وهو عندهم الدلالة على مشاركة أمر لأمر آخر في معنى (٣) ، وعند أهل البديع : القصد على أن أحد الشيئين يسدّ مسدّ الآخر وجاء منه في الكتاب العزيز قوله تعالى : (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ
__________________
(١) قال الحموي : ٤٣٧ «فإن زهيرا عقد تركيب البيت الأول من ألفاظ تدل على معنى غريب ، لكن المعنى غير غريب فركبه من ألفاظ متوسطة بين الغرابة والاستعمال ، ولما جنح في : البيت الثاني إلى معنى أبين من الأول وأغرب ركبه من ألفاظ مستعملة معروفة».
(٢) في الخزانة : ١٧٣ وأثار في (ص : ١٨٤) إلى أن هذا البيت وقع في بديعية الحلي بعد البيت السابق ، ولكنه ذكر أن الارتباط بينهما ضعيف وأنهما بيتان لا فائدة فيهما من حيث المعنى والبلاغة.
(٣) عبارة : (وهو عندهم ..) إلى هذا الموضع نقلها الحموي : ١٧٣. وانظر الطراز : ٣ / ٣٢٦ والمفتاح : ٥٥٨ والعمدة : ١ / ٢٨٦.