السواحل الإيرانية المقابلة لهم ، وسيطروا على ابرشهر ، وسواحل اردشيرخرة (١) ، وأسياف فارس ، واستولوا على الأرض والمواشي والنخيل ، وذلك لضيق معاشهم وللضنك الذي حل بهم في عهد سابور ذي الاسكتاف (٢) (سابور الثاني) منتهزين فرصة اضطراب الأمن في فارس ، وضعف الحكومة بسبب صغر سن الملك (٣) ، ويروى الطبري أن العرب بقوا في فارس إلى أن كبر سابور فجمع جموعه وسار بها إلى الغازين من العرب ففتك بهم ، وأسر منهم خلقا كثيرا ، ثم عبر البحر فورد الخط واستقرى البحرين يقتل أهلها ، ثم سار إلى هجر وبها أناس من اعراب تميم وبكر بن وائل وعبد القيس فسفك دماءهم ، ثم عطف على بلاد عبد القيس فأباد أهلها إلا من هرب منهم إلى الرمال ، ثم أتى اليمامة فحل بها ما حل ببلاد عبد القيس ، وكان لا يمر في طريقه إلا طمّه ، حتى وصل قرب المدينة فقتل من وجد هناك من العرب وأسر ، ثم عطف نحو بلاد بكر وتغلب فيما بين مملكة فارس ومناظر الروم بأرض الشام فقتل وسبى وطم مياههم ، واسكن من بني تغلب من البحرين دارين وسماهيج والخط ، ومن كان من عبد القيس وطوائف من تميم هجر ، ومن كان من بكر بن وائل كرمان وهم الذين يدعون بكر أبان ، ومن كان منهم من بني حنظلة
__________________
(١) اردشير خرة : كورة فارسية قديمة أكثرها يمتد على البحر وعاصمتها سيراف ، انظر : ياقوت : ١ / ١٩٩.
(٢) سمته العرب بذلك لأنه كان ينزع اكتاف رؤسائهم. الطبري : ١ / ق ٢ / ٨٤٣ ـ ٨٤٤.
(٣) ابن قتيبة : المعارف / ٦٥٦ ، النويري : نهاية الإرب ١٥ / ١٧٢ ، الدينوري : الاخبار الطوال / ٤٨ ، الطبري : ١ / ق ٢ / ٨٣٦ ، الثعالبي : غرر السير / ٥١٤ ـ ٥١٥ ، الكامل : ١ / ٣٩٢ ، ابن خلدون : ٢ / ٣٤٧ ـ ٣٤٨.