الاجتماعية والاقتصادية كانت رديئة.
ولا ريب أن الموالي أرادوا أن يبدلوا أوضاعهم السيئة ، وقد وجدوا في الدين الإسلامي سندا لدعواهم في المساواة الكاملة مع العرب ، فانضم عدد غير قليل منهم إلى الخوارج الذين أعطوهم بعض الأمل بما كانوا ينادونه من مساواة بين المسلمين ، وكانوا يعطونهم العطاء (١).
إن انتهاء سيطرة النجدات في البحرين لم يؤثر على قوة الخوارج فيها ، إذ أن حركاتهم المتأخرة كانت قوية جدا ، وامتازت حروبهم بعنف لا نجده عند غيرهم ، ويرجع ذلك إلى قوة الإيمان التي امتازوا بها ، وإلى شباب القائمين بالأمر ، فكثيرا ما كان قوادهم من الشباب ، ومما يدل على قوة الخوارج في البحرين ، وتأييد عبد القيس الكامل للحركة هو فشل جميع محاولات الولاة في القضاء عليهم ، وأن الجيوش التي تولت القضاء على ثوراتهم كانت تأتي من خارج البحرين.
إن معظم ثورات وحركات الخوارج المتأخرة في البحرين لم تنجح وقضي عليها بشدة ، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها قوة الدولة الأموية ، كما أن تلك الحركات كان ينقصها التخطيط والتنسيق والتروي.
__________________
(١) يقول المبرد «وذلك الرجل من مجوس كانوا أسلموا ولحقوا بالخوارج ففرض لكل واحد منهم خمسمائة». الكامل في اللغة : ٣ / ١١٠٨.