إن الآراء
الشديدة الغالية التي تبناها نافع بن الأزرق وضعت الخوارج في بداية مرحلة خطيرة ،
فقد فتحت مجالا واسعا أمام مجتهديهم لمناقشات نظرية واسعة استمرت فترة من الزمن ،
وأدت إلى ظهور آراء متباينة ومواقف مختلفة ، وكانت سببا في تفرقهم ، ولا ريب أن
الاتجاه المعتدل الذي يمثله النجدات هو أقرب إلى آراء عامة المسلمين.
إن جماعة من
الخوارج الذين انشقوا على نافع بن الأزرق بزعامة نجدة بن عامر الحنفي ساروا إلى
اليمامة ونزلوا بأباض ، ولا بد أن يكون سبب اختيارهم لليمامة هو عزلتها وتذمر
أهلها ، وحضارتها القديمة وثروتها ، والنزاع بين شرقي الجزيرة والحجاز ، ولعل
للشعور القبلي أثر في ذلك وأنهم من عشائر اليمامة.
واعترض نجدة
عند جبلة قافلة من البصرة كانت في طريقها
__________________