ويذكرنا صرى خسرو أن المسافة من اليمامة إلى الحسا أربعين فرسخا (١) ، ويذكر أبو الفدا أن الحسا والقطيف شرق اليمامة على نحو أربع مراحل (٢) ، ولا يتيسر الذهاب من اليمامة إلى الحسا إلا في فصل الشتاء إذ تتجمع مياه الأمطار فيشرب الناس منها ، أما في الصيف فتنعدم المياه (٣).
ومن اليمامة إلى ضرية ، ومنها إلى مكة ، والضرية ملتقى حجاج البصرة والبحرين ، حيث يفترقون إذا انصرفوا من الحج ، يأخذ حجاج البصرة ذات الشمال ، وحجاج البحرين ذات اليمين (٤).
ب ـ الطرق البحرية : ـ
إن وقوع البحرين على الساحل الغربي من الخليج العربي أكسبها أهمية كبيرة ، إذ تمر به أهم الطرق البحرية التجارية (٥) ، وقد أدى ذلك إلى اتصالها بالعالم بالطرق البحرية ، فهي ترتبط بفارس والهند والشرق الأقصى ، كما ترتبط بعبادان (٦) والابلة ، والبصرة (٧) ، وعمان (٨) ،
__________________
(١) سفرنامة / ٩٢.
(٢) تقويم البلدان / ٩٧.
(٣) سفرنامة / ٩٢ ، ويذكر ياقوت برجد طريقا بين اليمامة والبحرين ١ / ٥٥٠ «مادة برجد» ، انظر أيضا مراصد الاطلاع / ١ / ١٣٩.
(٤) ابن رستة / الأعلاق النفيسة / ١٨٢.
(٥) عن أهمية طريق الخليج للتجارة انظر «التجارة مع الهند».
(٦) الاصطخري / مسالك الممالك / ٢٨ ، الأقاليم / ١٥ ، صورة الأرض / ٤١ ، وتذكر المصادر وجود طريق بري قفر غير مسلوك. مسالك الممالك / ٢٦ ـ ٢٧ ، ابن حوقل / ٣٩ ، تقويم البلدان / ٨٤ ، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب / ١٦.
(٧) انظر التجارة مع الهند ، والبصرة.
(٨) البكري / المسالك والممالك. ورقة ٢٢٢ ، ويذكر أن الطريق يمر بين جبلي كسير وعوير ثم دردور ثم إلى حرثان من ساحل عمان ، انظر أيضا المنجم / آكام