ومره أن لا يقسمه إلّا على نهر جار ، أو سوق جامعة فإني (٦١ ـ و) أخاف أن يعطشوا.
قال : وكتب الى ابن وابصة : نأمرك بأشراط تذب الناس بعضهم عن بعض ، لا يزدحموا فيصيبهم شيء.
قال : فأخذته ، ثم خرجت ورجعت ، فقلت لغلامه : استأذن لي ، فقال : قد دخل الى أهله وليس هاهنا أحد يستأذن لك.
قال : فقام على الباب ، ثم قال : الرجل الذي خرج من عند أمير المؤمنين آنفا يريد الدخول ، قال : فسمعته يقول : ادخل فإذا الشمعة قد رفعت وإذا عنده سراج ، قلت : قلّ من ولي هذا الأمر إلّا حضره المحقّ وغير المحقّ ، فترى أن نستقصي حتى نوصله الى أهله أو نعطيه من حضرنا ، وقد يحضر الغني والفقير؟ قال : فنكت بشيء في يده مليا ، ثم رفع رأسه فقال : من مدّ يده اليك فأعطه.
فلما خرجت قلت لغلامه : ما بال تلك الساعة شمعة والساعة سراج؟ فقال : تلك الساعة كان في شيء من أمر المسلمين فكانت عنده شمعة ، والساعة قد صار الى بيته فيكفيه سراج.
أنبأنا أبو نصر محمد بن هبة الله بن مميل قال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي ابن الحسن الدمشقي قال : زياد أبو عبد الله من حرس عمر بن عبد العزيز ، إن لم يكن ابن حبيب فهو غيره ، حكى عن عمر ، حكى عنه عبيد الله بن عمرو الرقي (١).
زياد الصقلبي :
أحد الصقالبة الذين رتبهم مروان بن محمد بالثغور ، واليه ينسب حصن زياد من حصون الثغور ، له ذكر وجهاد. (٦١ ـ ظ).
***
__________________
(١) تاريخ دمشق لابن عساكر : ٦ / ٢٦٦ ـ ظ.