زياد ابو عبد الله :
من حرس عمر بن عبد العزيز ، ويحتمل أن يكون زياد بن حبيب الجهني الذي قدمنا ذكره ، وجهه عمر بن عبد العزيز الى الرقة بمال حمله الى سالم بن وابصة الرقي ليقسمه على الفقراء ، فقد كان معه بخناصرة أو بغيرها من أعمال حلب ، وان لم يكن ، فقد اجتاز بها أو ببعض عملها في طريقه الى الرقة.
حكى عن عمر بن عبد العزيز ، روى عنه عبيد الله بن عمرو الرقي (٦٠ ـ ظ).
أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل عن أبي الفتح نصر الله ابن محمد بن عبد القوي الفقيه اللاذقي قال : أنبأنا الفقيه نصر بن ابراهيم المقدسي الزاهد قال : أخبرنا عبد الله بن الوليد الأندلسي قال : أخبرنا محمد بن أحمد ـ فيما كتب إليّ ـ قال : أخبرني جدي عبد الله بن محمد بن علي اللخمي قال : حدثنا عبد الله بن يونس قال : أخبرنا بقي بن مخلد قال : حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي والوليد بن صالح قالا : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، ح.
قال : وحدثني الهيثم بن جميل قال : حدثني عبيد الله بن عمرو ـ ويزيد بعضهم على بعض ـ قال : حدثني زياد أبو عبد الله ـ رجل من حرس عمر بن عبد العزيز ـ قال : بعث إليّ عمر بن عبد العزيز ذات ليلة ، فدخلت عليه وعنده شمعة وتحته شاذكونة (١) وسخة ، لا أدري أوسخها أغلظ أو ثوبها بساطها من عباءة من مشاقة (٢)
الصوف في ليلة قرة ، وعليه كساء أنبجاني (٣) سمل ، وعليه قلنسوة بيضاء مضرّبة غسيل قد تنحى قطنها في ناحيتها ، فنظرت الى جسده فكأني لم أر بين عظمه وجلده شيئا من اللحم.
قال : ومال معبأ ، وكتاب مختوم ، فقال لي : خذ هذا المال ، وهذا الكتاب فانطلق به الى سالم بن وابصة ، وكان على الرقة ، فمره فليقسمه على فقراء المسلمين
__________________
(١) الشاذكونة : ثياب غلاظ مضربة تعمل باليمن. القاموس.
(٢) المشاقة : ما سقط من الشعر أو الكتان عند المشط. القاموس.
(٣) نسبة الى منبج فقد قيل : منبجاني وقيل احيانا انبجاني. معجم البلدان ـ مادة منبج.