بالمدينة ، فأخبرته ، ثم قال لي : يا بن أبي زياد ألا ترى ما وقعت فيه؟ قال : قال : أبشر يا أمير المؤمنين إني لأرجو لك خيرا ، قال : هيهات هيهات ، قال : ثم بكى حتى جعلت أرثي له ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين بعض ما تصنع فإني أرجو لك خيرا قال : هيهات هيهات ، أشتم ولا أشتم وأضرب ولا أضرب وأوذي ولا أوذى ، قال : ثم بكى حتى جعلت أرثي له ، قال : فما قمت حتى قضى حوائجي ، وكتب الى مولاي يسأله أن يبيعني منه ، ثم أخرج من تحت فراشه عشرين دينارا فقال : استعن بهذه فإنه لو كان لك في الفيء حق أعطيناك حقك ، إنما أنت عبد ، فأبيت أن آخذها فقال : إنما هي نفقتي ، فلم يزل بي حتى أخذتها وكتب الى مولاي يسأله أن يبيعني منه ، فأبى وأعتقني.
أنبأنا أبو حفص ابن طبرزد عن أبي غالب (٤٩ ـ و) بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال : أخبرنا أبو عمر بن حيوة ـ إجازة ـ قال : أخبرنا سليمان بن اسحاق ابن ابراهيم قال : حدثنا حارث بن أبي أسامة قال : حدثنا محمد بن سعد قال : في الطبقة الثانية من أهل المدينة زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة ابن المغيرة المخزومي ، ولزياد عقب وبقية بدمشق ، وروى عنه اسماعيل بن أبي خالد وغيره (١).
أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن باز الموصلي قال : أخبرنا عبد الحق ابن عبد الخالق قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال : أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني قال : أخبرنا أحمد بن عبدان قال : أخبرنا محمد بن سهل قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري قال : زياد بن أبي زياد ، واسم أبي زياد ميسرة ، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة القرشي المدني.
وقال محمد بن عبيد الله : حدثنا ابن وهب ، سمع مالكا : قال : لي زياد وكان عابدا ، وأنا يومئذ حديث السن : إني أراك تجلس مع ربيعة (٢) عليك بالحذر.
__________________
(١) طبقات ابن سعد : ٥ / ٣٠٥ ـ ٣٠٦.
(٢) ربيعة الراي من شيوخ الامام مالك.