عياش قدم على عمر بن عبد العزيز ، وهو خليفة ، فقلت لمالك : وزياد يومئذ عبد؟ فقال: نعم فعرض عليه عمر بن عبد العزيز أن يشتريه من الفيء فيعتقه ، فأبى ذلك زياد ، قال مالك : فلا أدري لأي شيء ترك ذلك زياد مولى ابن عياش.
أخبرنا أبو روح عبد المعز بن محمد في كتابه عن زاهر بن طاهر قال : أنبأنا أبو بكر البيهقي قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ قال : أخبرني أحمد بن سهل قال : حدثني ابراهيم بن معقل قال : حدثنا حرملة قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثنا مالك قال : كان زياد مولى ابن عياش قد أعانه الناس في فكاك رقبته ، وأسرع الناس في ذلك ، ففضل بعد الذي قوطع عليه مال كثير ، فرده زياد الى من كان قد أعانه بالحصص ، وكتبهم عنده ، فلم يزل يدعو لهم حتى مات.
قال : وكان زياد معتزلا ، لا يكاد يجلس مع كل أحد ، إنما هو أبدا يخلو وحده بعد العصر وبعد الصبح.
أخبرنا أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المقدسي في كتابه قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ قال : أخبرنا الرئيس أبو عبد الله بن الفضل قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد قال : أخبرنا أحمد بن سلمان النجاد قال : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي قال : حدثنا يزيد قال : أخبرنا جرير بن عارم قال : أخبرنا زياد بن أبي زياد المدني ، مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة أنه بعثه الى عمر بن عبد العزيز في حوائج له ، قال : فدخل عليه وعنده كاتب يكتب (٤٨ ـ ظ) فقال : السلام عليكم ، فقال : وعليكم السلام ، ثم انتبهت فقلت : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله ، قال : يا بن زياد إنا لسنا ننكر الأولى التي قلت ، والكاتب يقرأ عليه مظالم جاءت من البصرة ، فقال لي : اجلس ، فجلست على اسكفة الباب وهو يقرأ عليه ، وعمر يتنفس الصعداء ، فلما فرغ أخرج من كان في البيت حتى وصيفا كان فيه ، ثم قام يمشي إليّ حتى جلس بين يدي ، ووضع يده على ركبتي ثم قال : يا بن أبي زياد استدفأت في مدرعتك هذه ـ قال : وعلي مدرعة ـ واسترحت مما نحن فيه ، ثم سألني عن صلحاء أهل المدينة : رجالهم ونسائهم ، فما ترك منهم أحدا إلّا سألني عنه ، وسألني عن أمور كان أمر بها