سعيد بن جباءة :
أبو محمد المعري التنوخي من أهل معرة النعمان ، هكذا وجدته بخط شيخنا أبي اسحاق ابراهيم بن أبي اليسر ، فلا أدري نسبه إلى جده الأعلى الذي ينتسب إليه بنو جباءة ، أو أن أباه كان اسمه جباءة باسم جده الأعلى ، وهو من بني أبي الأسد محمد بن سلامة بن المثنى بن جباءة ، وإليه ينتسب بيتهم بمعرة النعمان ، ابن سليمان بن زرعة بن سلامة بن نبيل بن الصباح بن مقاتل بن زيد بن ذهل بن زرعة بن ثعلبة بن مالك بن فهم بن (٢٨٩ ـ و) تيم الله بن أسد بن وبرة ويعرف بالضّياء ، وهو من بيت معروف بمعرة النعمان فيه جماعة من العلماء والشعراء ، ولسعيد هذا شعر ، وروى عن أبي الحسن بن المؤيد بن أحمد بن حواري شيئا من شعره ، روى عنه أبو اسحاق بن أبي اليسر.
أنبأنا أبو اسحاق ابراهيم بن شاكر بن عبد الله بن سليمان ـ ونقلته من خطه ـ قال : أنشدني الشيخ الضياء أبو محمد سعيد بن جباءة المعري رحمه الله سنة سبع وثمانين وخمسمائة بداره بباب حجي قال : أنشدني أبو الحسن علي بن المؤيد بن حواري لنفسه :
من عزيري من عذارى قمر |
|
عرّض القلب لأسباب التلف |
عرف الشعر الذي عارضه (١) |
|
أنه جار عليه فوقف |
وقرأت في مجموع وقع إليّ هذه الأبيات لسعيد بن جباءة :
أنا من عرفت جلادة وحزامة |
|
لكني ذهبت من الهوى بمغرّر |
إن كنت لم تخبر غرامي باللوى |
|
فاستخبر الأحياء عني تخبر |
كم نظرة أبدت أسى أخفيته |
|
عن ناظر الواشي بما لم ينظر |
لو كنت أملك أمر قلبي لم أكن |
|
ألقى الهوى إلا بحكم مخبّر |
يا صاح كم صاح تداخل قلبه |
|
سكر الغرام وودّ إن لم يسكر |
ظن الهوى سهلا فوافق صعبه |
|
مع زلة الشعر التي لم تغفر |
(٢٨٩ ـ ظ)
__________________
(١) كتب ابن العديم في الهامش : كذا بخطه «عاجله».