بسم الله الرحمن الرحيم
|
وبه توفيقي : |
سعد بن مظفر بن المطهر :
أبو طالب اليزدي الصوفي ، شيخ رباط السلجوقية بالجانب الغربي من بغداد ، قدم من يزد ، (١) ونزل بغداد وسكن المدرسة النظامية ، وتفقه بها ، وصحب شيخنا شهاب الدين أبا نصر عمر بن محمد السهروردي وتخرج به ، وسافر معه الى الشام في سنة تسع وتسعين وخمسمائة ، حين سيره الإمام الناصر أحمد رسولا الى الملك العادل أبي بكر بن أيوب ، وقدم معه حلب في أيام الملك الظاهر غازي ، ثم قدم حلب رسولا من الامام المستنصر المنصور الى الملك الناصر يوسف بن محمد ، وعاد الى بغداد ورتب شيخا برباط الأرجوانية ، وبرباط السلجوقية المجاور لقبرها ، الذي أنشأه الامام الناصر.
وأخبرني أبو حفص عمر بن دهجان البصري ، أو غيره ، أنه كان شيخا خيرا معروفا بالخير والصلاح ، حافظا للقرآن ، كثير التلاوة له ، وحج مرارا راجلا على قدم التجريد ، وعاد الى بغداد وسكن رباط الزوزني ، فأقام به مدة في صحبة شيخنا السهروردي ، وأرسل من بغداد الى جماعة من الملوك ، وتوفي يوم السبت خامس عشري محرم من سنة سبع وثلاثين وستمائة بالرباط السلجوقي ، ودفن بمقبرة الشونيزي وشيعه جمع كثير من الصوفية والغرباء رحمه الله.
وذكره رفيقنا أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار في تاريخه الذي ذيل به تاريخ (٢) فقال : سعد بن مظفر بن المطهر أبو طالب الصوفي من أهل يزد ، قدم بغداد
__________________
(١) يزد : مدينة متوسطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان. معجم البلدان :.
(٢) كذا بالاصل ، ونسي ابن العديم كلمة ـ بغداد.