سعد بن محمد بن علي بن الحسن بن معبد :
ابن مطر بن مالك بن الحارث بن سنان بن خزاعة بن حيي ، الأزدي ، أبو طالب ، الشاعر المعروف بالوحيد ، كان شاعرا مجيدا ، قدم الشام واجتاز بحلب ، ومدح بني حمدان ، وتوجه الى مصر ، وكان عارفا باللغة والمعاني ، ونكّت على شعر المتنبي ، وأصلح في شعره مواضع.
روى عنه أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل بن بشران ، وأبو علي المحسن ابن علي بن محمد التنوخي ، وأبو الخطاب الجبّليّ ، ذكره الوزير أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم في كتابه في ذكر الشعراء ، فقال : حدثني الخالع ـ يعني ـ محمد بن الحسين قال : كان الوحيد من أهل البصرة ، وانتقل الى جبّل (١) وكانت بضاعته في الأدب قوية ، ومعرفته بالشعر جيدة ، يجمع اللغة والنحو والقوافي والعروض ، متقدما فيه كله ، وقد رد على المتنبي عدة مواضع أخطأ فيها ، وكان مع هذه الحال ضيق الرزق نزره ، محارفا ، يمدح بالشيء اليسير ولا يبالي ، وسافر إلى مصر ، ومدح بني حمدان ، وعمرّ زيادة على ثمانين سنة وتوفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
قال أبو سعد الوزير : وقد شاهدت خطه في النسخ ، وكان مليحا صحيح النقل ، وديوانه غير مجموع ولا موجود.
وقال أبو سعد : أنشدني أبو الخطاب (٢٧٨ ـ و) الجبلي قال : أنشدني الوحيد لنفسه :
يعدد لوّامي علي ذنوبها |
|
ويأبى شفيع الحسن أن يحسب الذنب |
وقالوا إذا شطت نوى دارها |
|
سلا وماشط من أمسى ومنزله القلب |
أنبأنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي
__________________
(١) جبل ، بليدة بين النعمانية وواسط في الجانب الشرقي. معجم البلدان.