أنا المريض باحداثي وسورتها |
|
وليس غير إبائي حافظ رمقي |
فهبه لي كعطاياك التي كثرت |
|
فالجود بالعرض فوق الجود بالورق |
أنّ اصفرار مجن الشمس عن حزن |
|
على علاها لمرماها الى الأفق |
فإن توهم قوم أنه حمق فطالما |
|
اشتبه التوقير بالحمق |
نقلت من خط تاج الاسلام أبي سعد السمعاني وأخبرنا به أبو هاشم عبد المطلب ابن الفضل الهاشمي ـ قراءة عليه وأنا أسمع ـ قال : حدثنا أبو سعد عبد الكريم ابن محمد السمعاني ـ قراءة علينا من لفظه ـ قال : سمعت أبا العباس الخضر بن ثروان الفارقي ـ مذاكرة ببلخ ـ يقول : دخل (٢٧٥ ـ و) حيص بيص على الوزير علي بن طراد الزينبي فقال : يا علي بن طراد ، يا رفيع العماد ، يا أخا الأجواد انغصّ المجلس ، فأين أجلس؟ فقال الوزير : مكانك فقال : أعلى قدري أم على قدرك فقال : لا على قدري ولا على قدرك ، ولكن بقدر الوقت.
وقرأت في بعض الكتب أنه دخل إليه فوجد المجلس غاصا بأهله ، فقال : يا سيد الأجواد علي بن طراد ، غصّ المجلس فأين أجلس؟ فأوسع له الى جنبه وقال : هاهنا وأجلسه الى جنبه.
سمعت القاضي شمس الدين أبا عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر مذاكرة يقول : مدح الحيص بيص الخليفة بقصيدة ، وكتب معها رقعة يطلب جائزة القصيدة بعقوبا ، وهي قرية عظيمة كانت تكون اقطاع الخلفاء في أيام السلجوقية ، فكتب الخليفة على مطالعته «لو» ، فخرجت المطالعة فلم يفهم أحد معنى «لو» ، فأفكر الوزير ابن هبيرة في ذلك فقال : أراد أمير المؤمنين :
لو أن خفة رأسه في كعبه |
|
لحق الغزال ولم يفته الأرنب |
أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل قال : قال لنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني : سعد بن محمد بن سعد بن الصيفي التميمي أبو الفوارس المعروف بحيص بيص ، شاب فاضل له معرفة تامة بالأدب واللغة حسن الشعر مليح الخط فصيح اللهجة (٢٧٥ ـ ظ) سمعت أنه تفقه على القاضي محمد بن عبد الكريم الوزان بالري وكان يحضر معنا في دار الوزير علي بن طراد الزينبي ،