قال ابن المعلم : وفي تلك المرة جعلني راوية له ، فكان نجم الدين أبو الغنائم يقول : إنني احفظ جميع شعر الحيص بيص ورسائله.
قلت : يريد بقوله : ما رأيت مجلسا أشبه بمجلس طاهر العلوي لما امتدحه المتنبي من هذا المجلس ، يريد أن المتنبي لما قصد طاهر العلوي ممتدحا ، أجلسه طاهر في الدست وجلس بين يديه حتى فرغ من إنشاد مدحته.
أخبرنا أبو هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي قال : أخبرنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني قال : سمعت أبا العباس الخضر بن (٢٧٣ ـ ظ) ثروان المقرئ الضرير ببلخ يقول : سمعت أن حيص بيص انحدر إلى أبي المظفر بن حمّاد بالبطائح فخطر له في الطريق قصد هندي رجل من أمراء الاكراد ينزل الزابات فمدحه بقصيدة أولها :
أجأ وسلمى أم بلاد الزاب |
|
وأبو المظفر أم غضنفر غاب |
رفع المنار بنو زهير بالعلى |
|
بالفارس المتغطرف الوثّاب |
فأعطاه فرسين منسوبين وخمسمائة دينار وفرقا من الغنم ، ولكل واحد من غلمانه قباء من الإبريسم (١) وقلنسوة ، ووقف بين يديه وهو ينشده ، وقال : والله لا أقعد فإني أعلم أن اليوم قد علا نسبي وارتفع شأني وقدري ، وعاد من عنده ولم يتم قصده الى ابن حماد ، وقال : عوّلنا على قصد أبي المظفر فأمجدنا هندي ذهبا وخيلا وغنما وثيابا.
قرأت بخط أبي غالب بن الحصين في تاريخه ، وقرأته على رفيقنا أبي عبد الله محمد بن محمود البغدادي عنه ، قال : حدثني الشيخ نصر الله بن مجلي مشارف الصناعة بالمخزن ، وكان من الثقات الأمناء أهل السنة ، قال : رأيت في المنام علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت : يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ما تم؟ فقال لي عليه السلام ، أما سمعت أبيات (٢٧٤ ـ و) الجمال بن الصيفي في هذا؟ فقلت : لا ، فقال : اسمعها منه ، ثم استيقظت فباكرت الى دار الحيص بيص ، فخرج إليّ فذكرت له
__________________
(١) أي الحرير.