إذ كل من همت به مستسلم |
|
يا بن أبي الهيجا أنت العلم |
أناف حتى كللته الأنجم |
|
من الغمام الجود أنت أكرم |
وما الظبى عزمك منها أصرم |
|
الشعر كالحلي وأنت معصم |
منه الجني الحلو ومنه العلقم |
|
لا يستوي فصيحه والأعجم |
يوما ولا ديناره والدرهم (١) |
فدعاه دونهم وسمع منه.
أخبرني أبو الدر ياقوت بن عبد الله الحموي قال : نقلت من خط أبي علي المحسّن بن ابراهيم الصابئ : سمعت السري بن أحمد الشاعر يقول لوالدي أبي اسحاق ونحن على شرب : اشتهي يا سيدي أن أملك ألف درهم وأموت ، فقال له : اعمل قصيدة طويلة تمدح بها الوزير ، يعني أبا الفضل العباس بن الحسين (٢٢٧ ـ ظ) الشيرازي ، فعمل قصيدة طويلة ميمية ، فأنشدها والدي الوزير ، وقال له : هذا شاعر يشتهر شعره ، ويبقى على الايام ذكره ، وله فيك آمال ، وخاطبه ونازله الى أن أطلق له ثلاثة آلاف درهم قيمتها مائتا دينار ، فقبضتها أنا ، وكان السري نازلا عليّ وساكنا معي في داري ، ولم أعلمه بحصولها ، فلما اجتمعنا على الشرب رسم لي والدي ، احضار الكيس فأحضرته ، فلما رآه كاد يموت فرحا ، ولم ينم تلك الليلة سرورا ، فلما أصبح ، أخذ الدراهم ومضى ، وغاب أياما ثم جاءني ، وعليه ثياب جدد فاخرة ، من جملتها عمامة طولها نحو مائة ذراع ، ودراعة واسعة الأكمام ، تنجر في الأرض ، وخلفه غلام أمرد بثياب مثل ثيابه ، فضحكنا ضحكا ، خرجنا فيه عن الحد ، وتوفي بعد ذلك بأيام يسيرة (٢).
__________________
(١) طبع ديوان السري من قبل القدسي سنة ١٣٥٥ ، ولم أستطع الوقوف على نسخة منه.
(٢) لم يرد هذا الخبر في ترجمة السري في معجم الادباء.