أخبرنا أبو الحسين بن بشران قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي قال : حدثنا ابن أبي الدنيا قال : وقال سالم بن وابصة الأسدي :
أرى الحلم في بعض المواطن ذلة |
|
وفي بعضها عز يشرف فاعله |
إذا أنت لم تدفع بحلمك جاهلا |
|
سفيها ولم تقرن به من تجاهله |
لبست له ثوب المذلة صاغرا |
|
وأصبحت قد أودى بحقك باطله |
فابق على جهّال قومك إنّه |
|
لكل جهول موطن هو جاهله |
أخبرنا القاضي أبو نصر بن الشيرازي ـ فيما أذن لنا في روايته عنه ـ قال : أخبرنا علي بن الحسن بن أبي الحسين قال : أنبأنا أبو محمد بن صابر وغيره قالا : أخبرنا أبو القاسم بن أبي العلاء قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين الدوري ـ إجازة ـ قال : حدثني محمد بن القاسم قال : حدثنا ابن دريد عن شيوخه قال : كان سالم بن وابصة الأسدي رجلا حليما ، وكان له ابن عم سفيه يحسده ، ولم يكن يبلغ في الشرف مبلغه ، فكان يتنقصه ، فقال سالم ذلك لأخوانه وخاصته من بني عمه ، فقال رجل منهم : تعهدّ أهله وولده بالصلة ودعه فإنه سيصلح ، ففعل فأتاه ابن عمه ذلك فقال : أنت أحق الناس بما صنعت وأنت أولى بالكرم مني ، والله لا أعود (٢٠٧ ـ ظ) لشيء تكرهه أبدا مني ، فقال سالم في ذلك :
ذو نيرب من موالي السوء ذو حسد |
|
يقتات لحمي فما يشفيه من قرم |
كقنفذ الرمل ما يخفى مدارجه |
|
خب إذا نام عنه الناس لم ينم |
محتضنا ظربانا ما يزايله |
|
يبدي لي الغش والعوراء في الكلم |
داويت قلبا طويلا غمره فرحا |
|
منه وقلمت أظفارا بلا جلم |
بالرفق والحلم أسديه وألحمه |
|
بقيا وحفظا لما لم يرع من رحمي |
كأنّ سمعي إذا ما قال محفظة |
|
يصم عنها وما بالسمع من صمم |
حتى اطّبى ودّه رفقي به ولقد |
|
أنسيته الحقد حتى عاد كالحلم |
فأصبحت قوسه دوني موتّرة |
|
يرمي عدوي جهارا غير مكتتم |
إنّ من الحلم ذّلا أنت عارفه |
|
والحلم عن قدرة ضرب من الكرم (١) |
__________________
(١) تاريخ دمشق لابن عساكر : ٧ / ٢٢٠ ـ و. ظ.