طال التمادي على الذنوب ولا |
|
يرد عنا الوعظ وهو معترض |
وفي خطوب الزمان معتبر |
|
لو كان يشفى لمدنف مرض |
ينقرض العمر بالزمان وسو |
|
ء الطبع بالنفس ليس ينقرض |
والدهر يرمي بنبله أبدا |
|
وكل نفس لوقعها غرض |
فكن عفيفا ما شئت معتبرا |
|
واعلم بأن العفاف مفترض |
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن رواحة ـ قراءة مني عليه ـ قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السّلفي ـ إذنا ـ قال : سالم هذا كان من حذّاق الشعراء ، وعندي من شعره مقطعات وتوفي بمصر ، ومما أنشدني من شعره قوله :
طال ما أصبحت تنادى الحتوف |
|
لا شريف يبقى ولا مشروف |
فتأمّل تنقل الدهر وانظر |
|
كيف يفنى بعد الألوف ألوف |
وأجل طرفك الطموح فهل |
|
تبصر إلّا ما غيرته الصّروف |
تنقضي أيامنا ولياليها |
|
ويبلى قوينا والضعيف |
(٢٠٣ ـ ظ)
سالم بن مفرح بن الحسن :
ابن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو .... (١) بن أبي الذواد بن أبي الفتح السلمي المعري ، شاعر من أهل معرة النعمان ، أقام بمصر ، ومدح بها الملوك والوزراء ، واستوطن بها ، وولد له بها أولاد بقي نسلهم الى زمننا ، وكان أحدب ويلقب بالرضي.
قرأت بخط ولده يحيى بن سالم من شعر أبيه سالم يعاتب :
ما كنت أحسب أنّ حظّي ما نع |
|
صوب الغمام الجون أن يتدفّقا |
حتى مدحت ممدحا لو صافحت |
|
عودا ذوى يمنى يديه الأورقا |
أعطى ولم يسأل فزاد تعجبي |
|
أنّي سألت فقد ظمئت وما سقا |
__________________
(١) فراغ بالاصل.