فهذا طليق من قيود شؤونه |
|
وهذا أسير في قيود التبلد |
فيا فرقد الحي الذي مذ هويته |
|
تكفل طرفي رعي نسر وفرقد |
تأن فلو أرسلت سهمك في الصفا |
|
غدا مارقا من كل صماء جلمد |
وبادية باتت سماء بيوتهم |
|
بكاظمة تبدي كواكب خرّد |
وأقمار تم في سماء ذوائب |
|
تطالعنا من كل أفق بأسعد |
وقفن بنا في موقف البين حشّرا |
|
ينشّرن ريحان الأثيث (١) المجعّد |
ويسترن بالعناب وردا يصونه |
|
حيا لؤلؤ يرفضّ من نرجس ند |
وموماة قفر بت أجزع مرتها (٢) |
|
بلا جزع في متن وجناء جلعد (٣) |
إذا نست عند الكلال وقد ونت |
|
نسيم غياث الدين قلت لها خدي (٤) |
الى ملك نيطت حمائل سيفه |
|
تعانق سيف مصلت غير مغمد |
قال فيها :
وفي حلب لما أفاض على الورى |
|
غيوث ندى تنهل من كفه الندي |
دعا لورود الجود كل مفوّه |
|
بتحبير ألفاظ القريض المجوّد |
فجبت إليه البيد فوق شملة |
|
مضبرة (٥) الضبعين مفتولة اليد |
وجئت كما جاء ابن حيوس مادحا |
|
لأعظم ممدوح وأكرم موفد |
وسمعته ينشد أيضا لنفسه :
عسى ظبية الوعساء (٦) تدنى مزارها |
|
وتطوى بنشر الأنس عنا نفارها |
(١٦٥ ـ ظ)
مضى حيها تحت الدجنة ظاعنا |
|
وأبقى لنفسي وجدها وادّكارها |
__________________
(١) أثيث : كثير عظيم ملتف. القاموس.
(٢) الموماة : الفلاة. جزع الارض والوادي قطعه. المرت : المفازة بلا نبات أو الارض لا يجف ثراها ولا ينبت مرعاها. القاموس.
(٣) الجلعد : الصلب ، الشديد. القاموس.
(٤) خدي : اسرعي ، اي أنه قال لناقته ، وقد نالها التعب الشديد ، اسرعي ، وذلك عند ما شمت رائحة غياث الدين.
(٥) الشملة : الناقة ، والتضبير : الجمع وشدة تلزيز العظام واكتناز اللحم.
القاموس.
(٦) الوعساء : رابية من رمل لينة تنبت أحرار البقول. القاموس.