أخا شخصه لا يبرح الدهر حاضرا |
|
تمثله عيني وإن كان غائبا |
متى تجمع الأيام بيني وبينه |
|
أشد عليه ما حييت الرواجبا (١) |
وأهد انى شبل سلامي وقل له : |
|
لك الخير دع ما قد تقدم جانبا |
فتلك حقود لو تكلم صامت |
|
لجاء إليها الدهر منهن تائبا |
وقد أمكنتكم فرصة فانهضوا لها |
|
عجالا وإلا أعوز الدر جالبا (١٤٥ ـ و) |
فإني رأيت الموت أجمل بالفتى |
|
وأهون أن يلقى المنايا مجاوبا |
وكان قد بلغ سابقا أن أميرا من أمراء خراسان يقال له تركمان التركي ، قد توجه منجدا تاج الدولة تنش ومعه عسكر ، فأخرج سابق منصور بن كامل الكلابي ، أحد أمراء بني كلاب ، من حلب ليلا ، وأعطاه كتابه الى أبي زائدة ، وفيه هذه الأبيات ، ومعه بعض أصحاب سابق ، ومعهم مال ، فاتفق مع منصور ونائب سابق ، وجمعوا ما يزيد على ألف فارس وخمسمائة راجل من بني نمير وقشير ، وكلاب ، وعقيل ، بتدبير أبي المكارم بن قريش ، والتقوا تركما التركي في أرض الفايا (٢) ، فكبسوا عسكره ، وقتلوه.
وبلغ ذلك تاج الدولة تتش فرحل عن حلب الى الفرات ، وشتى بديار بكر ، ثم عاد الى حلب ، وافتتح منبج في طريقه وبزاعا وعزاز ، وصبح حلب صباحا ، فخرج عسكر حلب ، فالتقوا على الخناقية ، وانهزم عسكر تتش بغير قتال.
وكان أبو زائدة وابن عمه شبل بن جامع بن زائدة في قدر خمسين فارسا مقابلهم فحملوا عليه ، واتفقت هزيمتهم فقتلوا من الغزّ جماعة وغنموا ، وتقدم محمد بن زائدة الى الشيخ أبي نصر منصور بن تميم السرميني المعروف بابن زنكل أن يجيب أبا الفضائل سابق بن محمود عن القصيدة التي أنفذها إليه ، ويعرفه ما لبني كلاب من الأيام المعروفة ، ويذكر هذه الوقائع ، فعمل :
__________________
(١) الرواجب : مفاصل اصول الاصابع ، أبو بواطن مغاصلها ، أو هى فصب الاصابع أو مفاصلها ، أو ظهور السلاميات. القاموس.
(٢) الغايا كورة بين حلب ومنبج قرب وادي بطنان. معجم البلدان.