وتألقهم ، وقال لهم : إنما أذب وأحامي عن بلادكم وعزكم ، ولو صار هذا البلد الى تتش ، أزال ملك العرب وذلوا ، واستوحشوا من الأتراك ، فهربوا الى حلب ، وصاروا الى سابق ، وكتب سابق الى الأمير أبي زائدة محمد بن زائدة قصيدة من شعر وزيره أبي نصر النحاس يعرفه ما هو فيه من الضيق ، ويسأله الاقبال عليه ، والقيام بمعونته ، ويحذره من التخلف عنه فيكون ذلك سببا لزوال ملك العرب ، ويعيب عليه في التوقف عنه ، والقصيدة:
دعوت لكشف الخطب والخطب معضل |
|
فلبيّتني لما دعوت مجاوبا |
ووفّيت بالعهد الذي كان بيننا |
|
وفاء كريم لم يخن قط صاحبا |
وما زلت فرّاجا لكل ملمة |
|
إذا المحرب الصنديد ضجّع هايبا |
فشمر لها وانهض نهوض مشيّع |
|
له غمرات تستقل النوائبا |
وقل لكلاب بدد الله شملكم |
|
أو يحكم ما تتقون المعائبا (١٤٤ ـ ظ) |
أتستبدلون الذل بالعز ملبسا |
|
وتسون أذنابا وكنم ذوائبا |
وما زلتم الآساد تفترس العدى |
|
فما بالكم مع هؤلاء ثعالبا |
ثبوا وثبة تشفي الصدور من الصدا |
|
ولا تخجلوا أحسابنا والمناقبا |
ولا بد من يوم نحكم بيننا |
|
وبين العدى فيه القنا والقواضبا |
أرى الثغر روحا أنتم جسد له |
|
إذا الروح زالت أصبح الجسم عاطبا |
وقد ذدت عنه طالبا حفظ عزكم |
|
إباء ولافيت المنايا الشواغبا |
وها أنا لا أنفك أبذل في حمى |
|
حماكم مجدا مهجتي والرغائبا |
أاذخر مالي عنكم وذخائري |
|
إذا بتَّ عن طرق المكارم عازبا |
شكرت صنيع ابن المسيب إذ أتى |
|
يجر مغاوير تسد السباسبا |
منها :
أيا راكبا يطوي الفلاة بحسرة |
|
هملعة (١) لقيت رشدك راكبا |
ألا أبلغ أبا الريان عني أوكه (٢) |
|
تربح من الإيلاف ما كان واجبا |
__________________
(١) الهلمع : السريع البكاء. القاموس.
(٢) الالوكه : الرسالة.