مهلا بني عمّنا عن نحت أثلتنا |
|
سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا |
لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم |
|
وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا |
الله يعلم أنا لا نحبكم |
|
ولا نلومكم أن لا تحبونا (١١٣ ـ و) |
كل امرئ مولع في بغض صاحبه |
|
فنحن والله نقلوكم وتقلونا |
ثم حلف أن لا يلقى هشاما ولا يسأله صفراء ولا بيضاء فخرج في أربعة آلاف بالكوفة ، فاحتال عليه بعض من كان يهوى هشاما ورحلوا (١) عليه فقالوا : ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال : رحم الله أبا بكر وعمر صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أين كنتم قبل اليوم؟ قالوا : ما نخرج معك أو تتبرأ منهما ، قال : لا أفعل هما إماما عدل ، فتفرقوا عنه ، وبعث هشام إليه فقتلوه ، فقال الموكل بخشبته : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وقد وقف على الخشبة وقال : هكذا يصنعون بولدي من بعدي ، يا بني يا زيد قتلوك قتلهم الله ، سلبوك سلبهم الله ، فخرج هذا في الناس ، وكتب يوسف بن عمر الى هشام أن عجّل الى العراق فقد فتنهم ، فكتب إليه : أحرقه بالنار ، فأحرقه رحمة الله عليه.
أنبأنا ابن طبرزد عن أبي غالب بن البناء عن أبي محمد الجوهري قال : أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال : أخبرنا سليمان بن اسحاق الجلاب قال : حدثنا حارث بن أبي أسامة قال : حدثنا محمد بن سعد قال : أخبرنا محمد بن عمر قال : أخبرنا عبد الله بن جعفر قال : دخل زيد بن علي على هشام بن عبد الملك فرفع دينا كثيرا وحوائج فلم يقض له هشام حاجة ، وتجهمه وأسمعه كلاما شديدا.
قال عبد الله بن جعفر : فأخبرني سالم مولى هشام وحاجبه أن زيد بن علي خرج (١١٣ ـ ظ) من عند هشام وهو يأخذ شاربه ويفتله ويقول : ما أحب الحياة أحد قط إلّا ذلّ ، ثم مضى فكان وجهه الى الكوفة ، فخرج بها ويوسف بن عمر الثقفي عامل لهشام بن عبد الملك على العراق فوجه الى زيد بن علي من يقاتله فاقتتلوا وتفرق عن زيد من خرج معه ، ثم قتل وصلب.
__________________
(١) كذا بالأصل وهو طغيان من القلم صوابه كما في ابن عساكر «فدخلوا».
(٢) تاريخ دمشق لابن عساكر : ٦ / ٣٢٢٢. و، ٣٢٧ وـ ظ.