وقال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال : أخبرنا أبو الفتوح نصر بن أحمد بن محمد الفابقاباذي الطوسي بطابران قال : أخبرنا أبو تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي ـ إملاء بنيسابور ـ قال : أخبرنا محمد بن عبد الملك بن بشران ببغداد قال : أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ قال : حدثنا محمد بن جعفر الأشجعي قال : حدثنا عباد بن يعقوب قال : حدثنا يونس بن أبي يعفور عن الزهري قال : كنت على باب هشام بن عبد الملك ، قال : فخرج من عنده زيد بن علي وهو يقول : والله ما كره قوم الجهاد في سبيل الله إلّا ضربهم الله بالذل.
وقال : أخبرنا الحافظ أبو القاسم قال : قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد ابن عمار عن عبد العزيز الكتاني قال : أخبرنا عبد الوهاب الميداني قال : حدثني أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي السمسار في سنة ستين وثلاثمائة قال : حدثنا محمد بن عمر بن حفص الحافظ قال : حدثنا مسبّح بن حاتم العكلي قال : حدثنا عبد الجبار بن عبد الله عن عبد الأعلى بن عبد الله الشامي قال : لما قدم زيد ابن علي الى الشام كان حسن الخلق ، حلو اللسان ، فبلغ ذلك هشام بن عبد الملك فاشتد عليه (١١٢ ـ ظ) فشكا ذلك الى مولى له فقال له : ائذن للناس إذنا عاما ، واحجب زيدا ، ثم ائذن له في آخر الناس ، فإذا دخل عليك فسلم فلا ترد عليه ، ولا تأمره بالجلوس ، فإذا رأى أهل الشام هذا سقط من أعينهم ، ففعل فأذن للناس إذنا عاما ، وحجب زيدا وأذن له في آخر الناس فدخل فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، فلم يرد عليه ، فقال : السلام عليك يا أحول إذ لم تر نفسك أهلا لهذا الاسم ، فقال له هشام : أنت الطامع في الخلافة وأمك أمة؟ فقال : إن لكلامك جوابا ، قال : وما جوابك؟ قال : لو كان في أم الولد تقصير لما بعث الله اسماعيل نبيا وأمه هاجر ، فالخلافة أعظم أم النبوة؟ فأفحم هشام ، فلما خرج قال لجلسائه : أنتم القائلون إن رجالات هاشم هلكت ، والله ما هلك قوم هذا منهم ، فرده وقال : يا زيد ما كانت أمك تصنع بالزوج ولها ابن مثلك؟ قال : أرادت آخر مثلي ، قال : ارفع إلى حوائجك ، فقال : أما وأنت الناظر في أمور المسلمين فلا حاجة لي ، ثم قام فخرج ، فأتبعه رسولا وقال : اسمع ما يقول : فتبعه فسمعه يقول : من أحب الحياة ذل ، ثم أنشأ يقول :